قالَ باحِثون إنَّ النِّساء اللواتي يُعانِينَ من مشاكِل النَّوم المُزمِنة، قد يُواجِهنَ زِيادةً في خطر الإصابة بالسكَّري من النَّوع الثاني.
أضافَ الباحِثون أنَّ بعض المشاكِل، مثل صُعوبة النَّوم أو النَّوم لأقلّ من 6 ساعات والشَّخير المُتكرِّر وانقِطاع النَّفس في أثناء النَّوم sleep apnea، أو التغيير المُتكرِّر في نوبات العمل، تبدو من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكَّري من النَّوع الثاني، وأنَّهم وجدوا أنَّ النِّساء اللواتي أفدنَ عن صُعوبة في النَّوم لكل أو مُعظم الوقت، ازدادت فُرص إصابتهنَّ بالسكَّري من النَّوع الثاني إلى 45 في المائة.
نوَّهَ الباحِثون إلى أنَّ النِّساء اللواتي واجهنَ 4 مشاكِل في النَّوم، ازدادت فُرص إصابتهنَّ بالسكَّري من النَّوم الثاني إلى أكثر من 4 مرَّات.
قالت المُشرِفةُ على فريقِ الباحِثين الدكتورة يانبينغ لي، من كليَّة هارفاد تي إتش تشان للصحَّة العامَّة في بوسطن: “يجب أن تُدرِك المرأة التي تُواجِه صُعوبةً في النَّوم، خصوصاً عندما تُعاني أيضاً من مشاكِل أخرى، الزِّيادة المُحتَملة في خطر السكَّري؛ وفي نفس الوقت، يجب أن يُولِي الأطبَّاء المزيد من الاهتِمام لهذا الخطر عند النِّساء اللواتي يُواجِهن صعوبة في النَّوم”.
يقول الدكتور جويل زونسزين، من مركز مونتيفيور الطبِّي في نيويورك: “تُظهِر نتائج هذه الدِّراسة مُجرَّد ارتِباط بين مشاكِل النَّوم وخطر الإصابة بالسكَّري من النَّوع الثاني، ولكنها لا تُبرهِنُ على علاقة سببٍ ونتيجةٍ”.
ويضيف: “من المنطقيّ أنَّ عرقلة النَّوم يُمكن أن تزيد من خطر السكَّري، لأنَّ مشاكِل النَّوم تُؤثِّرُ بشكلٍ سلبيّ في هرمونات البدن. تُؤثِّرُ قلَّة النَّوم في النَّظم اليوماويّ circadian rhythm الذي تُنظِّمهُ هرمونات تُمارِس دوراً مهمَّاً في عملية الأيض (الاستِقلاب) وفي ضبط مستويات السكَّر في الدَّم، وبذلك لن نتفاجأ عندما نعلم أنَّ اضطرابات النَّوم تترافق مع البدانة والسكَّري”. تفحَّصَ الباحِثون بياناتٍ لأكثر من 133 ألف امرأةٍ في الوِلايات المُتَّحِدة بين العامين 2000 و2014، ولم يكن أيّ منهنَّ يُعانين من السكَّري أو مرض القلب أو السرطان عند بِداية الدِّراسة.
استمرتّ فترة المُتابعة إلى 10 سنوات، ووجدَ الباحِثون أنَّ أكثر من 6400 امرأة أُصِبنَ بالسكَّري من النَّوع الثاني، وواجهتِ النِّساء اللواتي عانينَ من مشاكِل النَّوم، زِيادةً بنسبة 45 في المائة في خطر الإصابة بالسكَّري من النَّوع الثاني.
قالت لي: “وجدنا أنَّ هذا الخطر ازداد مع كل مشكلة إضافيَّة في النَّوم، حيث وصل إلى مرَّتين مع كل مشكلتين، وإلى 3 مرَّات مع كل 3 مشاكِل، وأخيراً إلى 4 مرَّات مع كل 4 مشاكِل”.
بيَّنتِ الدِّراسة إنَّه عندما أخذ الباحِثون في اعتِبارهم عوامِل أخرى، انخفض خطر الإصابة بالسكَّري، فعلى سبيل المثال، وصل هذا الخطر إلى نسبة 44 في المائة عند النِّساء اللواتي يُعانينَ من مشاكِل النَّوم ولم يكنَّ بديناتٍ أو لديهنَّ ارتِفاع في ضغط الدَّم أو يُعانينَ من الاكتِئاب؛ بينما وصل هذا الخطر إلى نسبة 33 في المائة عندما تفحَّصَ الباحِثون بياناتٍ مُعدَّلة حول وزن البدن.
قال زونسزين: “ينعُم الأشخاص الذين يحصلون على فتراتٍ كافيةٍ من النَّوم بصحَّة جيِّدة، بينما يتعرَّضَ الذينَ يُعانون من الاكتئاب بسبب العمل أو يُعانون من البدانة، إلى زِيادةً في خطر السكَّري”.
“هذا الأمرُ شائِعٌ في المجتمعات الصِّناعيَّة، فالعديد من الناس لا ينامون لفتراتٍ كافِيةٍ بسبب مُشاهدة التلفاز أو استخدام جهاز الحاسوب أو الهاتِف الذكيّ طوال النهار والليل. بمعنى آخر، يفتقد الإنسان في هذه المجتمعات ساعات النوم الجيِّدة والطبيعيَّة والتي تتجسَّد في العمل خلال النهار والاسترخاء في المساء والنوم الجيِّد في الليل”.
“يُؤدِّي الحرمان من نموذج النَّوم هذا إلى عرقلةٍ لعمليَّة فيزيولوجيَّة تقوم فيها هرمونات مُعيَّنة وبشكلٍ طبيعيّ، بزِيادة مُستويات سكَّر الدَّم قبل أن نكون جاهِزين للعمل”.
“تشتمِل هذه الهرمونات على الغلوكاغون glucagon والإيبينيفرين epinephrine وهرمون النمو والكورتيزول cortisol، وهي تعمل جميعاً بالتزامُن مع الأنسولين بحيث تعمل على تنظيم السكَّر، وهي عمليَّة يفتقِدها الإنسان في المُجتمعات المُعاصِرة، ولاريب في أنَّ تُمارِسُ دوراً في الإصابة بالسكَّري والبدَانة”.
المصدر : kaahe