الجفافُ والحرارة يمكن أن يفسِّرا تفشِّي فيروس زيكا

صرَّحت منظَّمةُ الصحَّة العالميَّة أنَّ فيروسَ زيكا المنقول بالبعوض يمثِّل تهديداً عالمياً على الصحَّة، وذلك استناداً إلى الاشتباه بأنَّ هذا الفيروسَ ربَّما كانَ مسؤولاً عن آلاف الحالاتِ لعيبٍ أو تشوُّه خِلقيّ في البرازيل السنةَ الماضية. وهذا العيبُ هو صِغَر الرأس microcephaly، وهو حالةٌ تسبِّب ولادةَ أطفال مصابين بضررٍ دماغي دائم ورؤوس صغيرة جداً.

لقد أوصت المراكزُ الأمريكيَّة لمكافحة الأمراض والوقاية منها بعدم سفر النساء الحوامل إلى نحو 30 بلداً وإقليماً ينشط فيها فيروسُ زيكا.

قال بعضُ العلماء إنَّ التفشِّي ترافق مع الأمطار الغزيرة المرتبطة بظاهرة النينو في أجزاء من الأمريكيَّتين الوسطى والجنوبية. ولكنَّ باز وجين سيمنـزا، من المركز الأوروبِّي لمكافحة الأمراض والوقاية منها في ستوكهولم، لديهما تَصَوّرٌ عن المشكلة مختلفٌ قليلاً.

فمعدُّو الدراسة ذكروا أنَّ التفشِّي ناجمٌ عن ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الشديد اللذين حصلا في شِمال شرقي البرازيل في النصف الثاني من عام 2015، وهو فصلُ الشتاء والربيع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي. وفسَّر الباحثون ذلك بأنَّ درجات الحرارة العالية كان ناجمةً فعلياً عن تضافر ظاهرة النينو والتغيُّر المناخي.

فارتفاعُ درجات الحرارة يمكن أن يعزِّزَ معدَّلات نموِّ بعوض الزَّاعِجة Aedes mosquitoes التي تحمل فيروسَ زيكا؛ ولكنَّ البعوضَ يحتاج إلى الماء، وهو يشكِّل مشكلةً له في حالةِ الجفاف؛ غير أنَّ الناسَ في شِمال شرقي البرازيل يقومون بتخزين المياه في حاويات خلال مواسم الجفاف، وتؤمِّن هذه الحاوياتُ مأوىً مثالياً للبعوض.

يتابع الباحثون عملَهم في رصد كيف يمكن للظروف المناخية أن تسهمَ في تفشِّي الفيروس.

في ضوء الخطر الصحِّي، وحقيقة أنَّ بعوضَ الزاعجة يحمل فيروساتٍ أخرى أيضاً، مثل حمَّى الضنك dengue fever وشِيكُونغُونيا (نَوع مِنَ الحُمِّيَّاتِ النَّزفِيَّة) chikungunya، فمن المهمِّ التصدِّي لتأثيرات المناخ التي وجدناها خلال تحليل أسباب التفشِّي الحالي”.

المصدر : kaahe