قالَ باحِثون إنَّهم اكتشفوا عِلاجاً جينيَّاً قد يُساعِد على تعزيز وظائف القلب عند الأشخاص الذين يُعانُون من فشل القلب.
قالت الدكتورة جستن لاشمان، من مستشفى جامِعة وينثروب في مينيولا/نيويورك: “نعتقدُ أنَّ هذه الطريقةَ في العلاج ستعمل على تجديد نسيج القلب المُتضرِّر، بحيث يعود إلى العمل من جديد”.
تقول رابطةُ القلب الأمريكيَّة إنَّه عندما يُصاب الإنسانُ بفشل القلب، تضعف قدرةُ القلب على ضخّ الدَّم بشكلٍ صحيحٍ، وإنَّ هذا المرضَ القاتِل يُصيب حوالي 5.7 مليون أمريكيّ.
قالت لاشمان: “نعتقِدُ أنَّه لا تُوجد حتى الآن أيَّةُ طُرق معالجة فعَّالة ضدّ فشل القلب، بالرغم من العدد الكبير لضحايا هذا المرض”.
“تُساعِد الأدويةُ المُستخدَمة حالياً مع فشل القلب على أن يعيشَ المرضى لفترةٍ أطول، وذلك من خلال تغيير الإشارات الكيميائيَّة في البدن والتي تُؤثِّرُ في القلب، ولكن يبقى المآلُ على المدى الطويل لا يدعو إلى التفاؤل، حيث تبقى بنيةُ القلب عرضةً للضرر بسبب الإصابات الدائِمة التي تنجم عن نوبات القلب مثلاً”.
اشتملت الدِّراسةُ على 55 مريضاً يُعانون من فشل القلب، تراجعت وظائفُ القلب لديهم بنسبة 40 في المائة، واستخدم الباحِثون طريقةً جديدة في العِلاج الجيني تستنِد إلى ما يُسمَّى نقل الجينات، وهي عمليَّةٌ يُستخدَم فيها فيروسٌ غير ضارّ لنقل جينةٍ إلى داخل خلايا القلب، وعندما يحدُث هذا، تُنتِجُ الجينةُ بروتيناً يُسمَّى AC6، وتكون مُستوياتُه مُنخفِضة عادةً بشكلٍ غير صحِّي عند مرضى فشل القلب.
تلقَّى بعضُ المرضى هذه الطريقةَ من العِلاج، بينما تلقَّى البعض دواءً وهميَّاً فقط (مجموعة المُقارنة)، وتابعَ الباحِثون حالات المُشارِكين لعامٍ واحِدٍ.
وجدَ الباحِثون أنَّ العِلاجَ، عن طريق نقل الجينة وإنتاج بروتين AC6، ساعدَ على تعزيزِ وظائف القلب، خصوصاً عند زِيادة الجرعة.
قال الباحِثون إنَّ هذا العِلاجَ عزَّز بشكلٍ واضِحٍ من وظيفة البُطين الأيسر، كما عزَّزَ أيضاً من الكسر القذفيّ أو الحجم المقذوف ejection fraction، أي كميَّة الدَّم التي يضخّها البُطينُ الأيسر مع كل انقِباضة.
قالَ مُعِدُّو الدِّراسة إنَّ حالات المرضى بدت صحيَّة أكثرَ بعدَ المُعالجة، واستمرَّت على هذا النحو أيضاً، بينما انتهى المطافُ بأفراد مجموعة المُقارنة بدُخول نسبة 29 في المائة إلى المُستشفى بسبب فشل القلب خلال فترة المُتابَعة؛ بالمُقارنة مع نسبة 9.5 في المائة من الذين تلقَّوا العلاج بنقل الجينة.
نوَّه الباحِثون إلى أنَّ نقلَ الجينة التي تُنتِج بروتين AC6 عزَّزَ بشكلٍ آمنٍ من وظيفة البُطين الأيسر، ولكنَّهم أكَّدوا على ضرورة إجراء المزيد من التجارب لتقييم فعَّالية المُعالجة.
قالَ الدكتور هوارد ليفيت، من مستشفى جامعة ستاتن آيلاند في نيويورك: “تُظهِرُ هذه الدراسةُ أملاً كبيراً في أن تُؤدِّي هذه الطريقة من المُعالجة، التي لا تُستخدم فيها الأدوية أو الأجهزة، إلى نتائج إيجابيَّة من ناحية تحسين الكسر القذفيّ والتقليل من دُخول المستشفى من جديد، وتحسين استرخاء عضلات القلب في أثناء طور الامتِلاء filing phase”.
HealthDay News
المصدر : kaahe