علوم وتكنولوجيا

التواء كاحل القدم قد يترك عواقب سلبية بعيدة المدى على الصحة!

توصلت دراسة حديثة إلى أن الإصابة بالتواء أو شد في كاحل القدم قد يترك آثاراً سلبية بعيدة المدى على الصحة، على الرغم من شيوع هذه الإصابة وكثرة حدوثها.

فقد وجدت الدراسة التي شملت آلاف البالغين بأن الأشخاص الذين تعرضوا لإصابة في كواحل أقدامهم قد ارتفعت لديهم معدلات الإعاقة والإصابة بالتهاب المفاصل، والإصابة بالمشاكل القلبية أو التنفسية.

من الجدير ذكره بأن الدراسة وجدت ارتباطاً بين هذه العوامل دون أن تُثبت علاقة سبب ونتيجة بينها، ولكنها نوّهت إلى ضرورة الخضوع لبرنامج علاجي مناسب بعد هذه الأنواع من الإصابات.

يقول المُعد الرئيسي للدراسة فيليب جريبل، الأستاذ المساعد بقسم علوم إعادة التأهيل بجامعة كنتاكي بمدينة ليكسنغتون الأمريكية: “إن ما يُثير القلق في هذه النتائج هو أن هذه العواقب تظهر في جميع المراحل العمرية، وخاصةً في منتصف العمر عندما يبدأ خطرها بالازدياد بشكل طبيعي”.

قام جريبل وزملاؤه بإجراء استبيان على شبكة الإنترنت أجاب عليه أكثر من 3500 شخص بالغ، تبين أن أكثر من 1800 شخص منهم قد أصيب بحالة التواء كاحل في مرحلة ما من مراحل حياته.

وقد أظهرت الدراسة بأن الأشخاص الذين تعرضوا لمثل هذه الإصابات عانوا بسببها من إعاقات محدودة أو كبيرة في ممارسة نشاطاتهم اليومية، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يتعرضوا لمثل هذه الإصابات.

كما وجدت الدراسة أيضاً بأن نسبة المشاكل الصحية المتعلقة بالقلب والرئة كانت أكبر (حوالي 31 في المائة) لدى الذين سبقت لهم الإصابة بالتواء في الكاحل، وذلك بالمقارنة مع الذين لم يسبق لهم التعرض لمثل هذه الإصابة (حوالي 24.5 في المائة). والأمر ذاته ينطبق على الإصابة بالتهاب المفاصل، إذ بلغت نسبة المصابين بالتهاب المفاصل في مجموعة التواء الكاحل حوالي 9.4 في المائة، بمقابل 1.8 في المائة لدى أفراد المجموعة الأخرى.

وتقترح هذه الدراسة عدم إهمال علاج الشد أو الالتواء في الكاحل بأي شكل، وذلك لأن الناس كثيراً ما يستخفّون بهذه الإصابة ولا يولونها الاهتمام المناسب.

وفي معرض التعليق على الدراسة، تقول تيرشيا هوبارد تورنر، الأستاذة المساعدة بقسم الهندسة الحيوية بجامعة نورث كارولاينا الأمريكية: “إن نتائج هذه الدراسة تدعم النتائج السابقة حول الآثار السلبية بعيدة المدى لالتواء الكاحل”.

وتُضيف هوبارد تورنر: “ينبغي إيلاء المزيد من الأهمية بهذه الإصابة، وألا تكون النصيحة المقدمة للمريض ممن حوله هي الذهاب إلى المنزل والاستراحة، لأن إصابته هي مجرد التواء في الكاحل! فالموضوع أخطر من ذلك ويستحق المزيد من الاهتمام والرعاية”.

وتقدم هوبارد تورنر النصائح التالية للمصابين بالتواء في الكاحل:

إراحة الكاحل بشكل تام بهدف منحه فرصة كافية للتعافي والشفاء.

استخدام عكازات في أثناء فترة الشفاء إن كان ذلك ممكناً، والبدء بممارسة تمارين إعادة التأهيل حالما يشفى الكاحل.

من التمارين المفيدة: تمارين تحريك أصابع القدمين نحو الأعلى والأسفل، ومحاولة مسك قلم بأصابع القدمين والكتابة به، وتمارين التوازن (الوقوف على قدم واحدة)، والتمارين الوظيفية المختلفة (الجري الخفيف) وذلك قبل معاودة ممارسة النشاطات المعتادة بشكل كامل.

وتختم هوبارد تورنر بالقول إن منح عملية الشفاء وقتاً كافياً هو عامل أساسي في الوقاية من العواقب السلبية المذكورة في هذه الدراسة. وإن فترة الشفاء هذه قد تمتد لبضعة أسابيع، وذلك بحسب شدة الإصابة. ومهما طالت، فهي أفضل من العواقب سلبية بعيدة المدى للإصابة بالتواء أو شد في الكاحل”.

جرى عرض نتائج الدراسة مؤخراً في الملتقى السنوي للرابطة الأمريكية الوطنية للاعبين الرياضيين المنعقد في مدينة بالتيمور الأمريكية، ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والمؤتمرات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.

HealthDay News

المصدر : kaahe

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى