علوم وتكنولوجيا

بعض المحطات في تطور الطفل تترك أثراً هاماً على المدى البعيد

توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين يتمكنون من الوقوف بشكل باكر نسبياً، قد يظهرون أداءً أفضل في اختبارات الانتباه والذاكرة والتعلم عندما يصلون في العمر إلى سن المدرسة.

هذا وإنه من المعروف سابقاً بأن تأخر الطفل عن بلوغ بعض المحطات في سياق تطوره الحركي (مثل الزحف والوقوف والمشي) قد يعني زيادة خطر تعرضه إلى إعاقات تطورية.

قد وجد الباحثون في هذه الدراسة بأن الطفل الذي يتمكن من الوقوف بمساعدة الغير بشكل أبكر من أقرانه (ولكن ضمن الحدود الطبيعية) قد يحصل على درجات أعلى في اختبارات الإدراك في عمر أربع سنوات، وهو ما يشير إلى أن الطفل يمتلك قدرة أعلى على التركيز والتعلم والتذكر.

وفي المقابل، فإن الأطفال الذين لم يصلوا إلى تلك المحطة الحركية في وقت أبكر (ولكنهم أيضاً ضمن الحدود الطبيعية) يميلون إلى الحصول على درجات أعلى في اختبار المهارات التكيفية، مثل استخدام أدوات الطعام وارتداء الملابس بمفردهم.

وعلى الرغم من أن هذه الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين تلك العوامل، إلا أنها وفرت دليلاً على أن العمر الذي يصل فيه الطفل إلى محطات معينة في تطوره الحركي قد يرتبط بشكل أو بآخر بجوانب تطورية مختلفة.

ويذكر مُعدو الدراسة، الذين ترأستهم الباحثة إيدوينا يونغ من المعهد الأمريكي الوطني لصحة الطفل والتطور البشري، بأن أبحاثاً سابقة كانت قد وجدت ارتباطاً بين العمر الذي يتمكن الطفل فيه من المشي ومعدل ذكائه في عمر المراهقة، ومهاراته العقلية بعد العشرين من العمر.

وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، تقول الدكتورة جلوريا ريفكول، اختصاصية طب الأطفال بمستشفى نيكولا بمدينة ميامي الأمريكية: “ينبغي ألا نعوّل كثيراً على هذه النتائج. فكل طفل هو حالة فريدة، ولا يمكن قولبة جميع الأطفال ضمن إطار واحد. وإن تمكّن طفل ما من الوقوف بشكل أسرع من أقرانه لا يعني وجود مشاكل عند أقرانه، كما أنه لا يعني بالضرورة بأنه سيجتاز جميع مراحله التطورية بدون أيّة مشاكل”.

من الجدير ذكره بأن الدراسة الحالية لم تعثر على علاقة بين محطات التطور الحركي من جهة، ومهارات الطفل الاجتماعية في عمر أربع سنوات من جهة أخرى.

اشتملت الدراسة على حوالي 600 طفل قامت أمهاتهم بتسجيل أبرز محطات تطورهم الحركي، وأظهرت النتائج بأن الأطفال قد تعلموا الزحف والوقوف بمساعدة الغير في عمر تسع أشهر بشكل وسطي، كما تمكنوا من الوقوف بمفردهم في عمر 11 شهر وسطياً، وتمكنوا من المشي بمفردهم في عمر 13 شهر وسطياً.

وقد وجد فريق البحث بأن الأطفال الذين تمكنوا من الوقوف بمساعدة الغير في عمر أبكر من أقرانهم أظهروا أداءً أفضل في اختبارات الوعي ومهارات التكيف في عمر أربع سنوات.

من الجدير ذكره بأن تلك النتائج لم تنطبق على حالات التوائم، ولعل السبب في ذلك يعود إلى أن التوائم غالباً ما يُولدون بشكل مبكر ودون الوزن الطبيعي، وهي عوامل مهمة في تطور الطفل لاحقاً وقد تلقي بظلالها على أية علاقة بين محطات التطور الحركي لدى الطفل وتطور جسمه بشكل عام.

وبحسب ريفكول، فإن الخلاصة التي نستنتجها من هذه الدراسة هي ضرورة متابعة تطور الطفل بشكل دوري عند الطبيب، واستشارته حول أي تأخر في مراحل تطوره. ومن جهة أخرى ينبغي عدم المقارنة أبداً بين الأطفال حتى ولو كانوا أشقاء، فكل طفل هو حالة فريدة، وليس من الضروري أبداً أن تتطور مهارات الأطفال الحركية أو اللغوية أو الاجتماعية بنفس السرعة والشكل.

جرى نشر الدراسة في السابع والعشرين من شهر يونيو الحالي في مجلة طب الأطفال التي تُصدرها الجمعية الأمريكية للطب JAMA Pediatrics.

HealthDay News

المصدر : kaahe

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى