خلُص تقريرٌ ألمانيٌ جديدٌ إلى أن تعريض الدماغ إلى نبضات كهربائية قد يساعد المرضى المصابين بالعمى الجُزئي على استعادة بصرهم.
وبحسب الباحثين، فإن الزَّرَق العيني glaucoma والأمراض العينية الأخرى التي تُصيب العصب البصري غالباً ما تُفضي إلى أضرار دائمة في العين، إلا أن التقنية الحديثة تبدو واعدة في تحفيز المراكز البصرية في الدماغ، وبالتالي تحسين الرؤية عند المريض.
ويشتمل العلاج الجديد على تعريض الدماغ لنبضات كهربائية توجه من خلال العين مباشرةً لمدة ساعة واحدة تقريباً بشكل يومي على مدار عشرة أيام. وبحسب الباحثين، فقد أظهر العلاج فعالية في تحسين الرؤية لدى المرضى الذين فقدوا رؤيتهم.
يقول المُعد الرئيسي للدراسة الدكتور بيرنهارد سابل، الأستاذ بكلية الطب بجامعة ماجديبيرك: “إن تمرير تيار كهربائي إلى الدماغ عن طريق العين يُجبر خلايا الشبكية التي تتصل بالدماغ على إطلاق سيالات عصبية بشكل مُكثف، وهو ما يُحرّض خلايا الرؤية في الدماغ على العمل بشكل أفضل مجدداً”.
وبحسب المعهد الأمريكي الوطني للعين، فإن الزرق العيني أو الجلوكوما هي مجموعة من الأمراض التي تُصيب العصب البصري المؤلف من أكثر من مليون ليف عصبي يربط بين شبكية العين ومركز معالجة الرؤية في الدماغ. وتُشير الإحصائيات إلى أن ما يقرب من ثلاثة ملايين أمريكي يعانون من هذا المرض، أُصيب حوالي 120 ألف منهم بالعمى الكامل.
وعلى الرغم من أنه لا يتوفر علاج شافٍ للمرض حتى الآن، إلا أن تشخيصه وعلاجه المبكر قد يساعد على إبطاء نهجه ووقاية المريض من حدوث فقدان خطير في الرؤية. ولكن المشكلة تكمن في أن الإصابة بالزرق العيني غالباً ما تكون لا عَرَضية ولا تُسبب الألم للمريض، مما يؤخر من تشخيصه في الكثير من الحالات، وغالباً ما تُشخص الإصابة به عندما تبدأ أعراض فقدان الرؤية الجزئي أو الكلي بالظهور على المريض.
اشتملت الدراسة على 82 مريضاً مُصاباً بفقدان جزئي للرؤية، كان 32 منهم مصاباً بالزرق العيني، في حين كان الباقون مُصابين بأشكال أخرى من أضرار العصب البصري. وقد جرى تقسيم المشاركين في مجموعتين، تلقى أفراد المجموعة الأولى العلاج بالنبضات الكهربائية، في تلقى أفراد المجموعة الثانية علاجاً وهمياً.
تراوحت مدة جلسة العلاج الواحدة بالنبضات الكهربائية ما بين 25 دقيقة في اليوم الأول و 50 دقيقة مع حلول اليوم الأخير. وقد أظهرت النتائج بأن ثُلثي المرضى المعالجين بالنبضات الكهربائية قد تحسنت رؤيتهم بنسبة 24 في المائة بشكل وسطي بعد يومين من نهاية العلاج، وقد تعزز هذا التحسن بعد شهرين من العلاج، في حين لم تتحسن الرؤية أبداً عند كلٍ من أفراد الثلث الباقي وجميع أفراد المجموعة الثانية المُعالجة بالدواء الوهمي.
وبحسب الباحثين، فإن التحسن في الرؤية كان دائماً عند بعض المرضى، في حين أنه تلاشى تدريجياً لدى بعضهم الآخر.
ويقول الباحثون بأن العلاج يبدو آمناً حتى الآن ولا يُسبب إلا القليل من الأعراض الجانبية، وأن إجراؤه غير مؤلم للمريض أبداً. وباعتقادهم، فإنه من الضروري اعتماد هذا العلاج فوراً، لأن نتائج الدراسة حاسمة ولا تحتاج لدعم من دراسات إضافية.
جرى نشر نتائج الدراسة في التاسع والعشرين من شهر يونيو الماضي في مجلة PLOS One.
المصدر : وكالات