توصلت دراسة حديثة إلى أن النظام الغذائي المتوسطي، وإن كان غنياً بالدهون، قد يقي من الإصابة بسرطان الثدي وداء السكري وأمراض القلب.
تقول المعدّة الرئيسية للدراسة الدكتورة هانا بلومفيلد، الأستاذة بكلية الطب بجامعة مينيسوتا الأمريكية: “لقد توصلنا إلى أن الالتزام بنظام غذائي متوسطي يساعد على الوقاية من الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويُقلل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي والسكري”.
وفي معرض التعليق على الدراسة، يقول كونين ديكمان، مدير قسم التغذية بجامعة واشنطن بأن نتائج هذه الدراسة تُذكرنا بضرورة تقييم النظام الغذائي بشكل شامل، وليس من خلال التركيز على بعض الأطعمة أو العناصر الغذائية فقط.
ويُضيف ديكمان: “لطالما أظهرت الدراسات المختلفة فوائد النظام الغذائي المتوسطي بسبب غناه بالمحتوى النباتي، وجاءت هذه الدراسة لتؤكد صحة ذلك”.
قام فريق البحث بمراجعة عدد من الدراسات المنشورة في هذا المجال في الفترة بين عامي 1990 و 2016.
تقول بلومفيلد: “لقد قمنا بمراجعة أكثر من 50 دراسة في هذا الصدد. وعلى الرغم من أن الدراسات لم تُجمع على تعريف واحد لعبارة (النظام الغذائي المتوسطي)، إلا أنها اتفقت على أنه النظام الذي يحتوي على مكونين على الأقل من أصل سبع مكونات، دون وجود قيود على كمية الدهون الصحية فيه. والمكونات السبعة هي: نسبة عالية من الدهون أحادية الإشباع (مثل زيت الزيتون) ونسبة منخفضة من الدهون المشبعة (مثل الدهون الحيوانية)، وكميات وافرة من الفواكه والخضار، وكميات وافرة من البقوليات (مثل البذور وأنواع الفول)، وكميات وافرة من الحبوب، وكميات معتدلة من الخل الأحمر، وكميات معتدلة من منتجات الألبان، وكميات ضئيلة من اللحوم ومشتقاتها، مع كميات أعلى من لحوم الأسماك.
وكانت بعض الدراسات التي راجعها فريق البحث قد وجدت ارتباطاً بين النظام الغذائي المتوسطي وتراجع خطر الإصابة بسرطان القولون، إلا أن تلك الدراسات لم ترقَ إلى جودة بحثية عالية بحيث يُعتمد عليها.
وتقول بلومفيلد: ” من الجدير ذكره أيضاً بأننا لم نجد ارتباطاً بين اتباع النظام الغذائي المتوسطي وتراجع خطر الوفاة بشكل عام. إلا أن أعداد الأشخاص الذين شملتهم الدراسات المختلفة لم يكن كافياً للوصول إلى مثل هذا الاستنتاج”.
وفي إحدى الدراسات الضخمة التي راجعها الباحثون، توصلت النتائج إلى أن النظام الغذائي المتوسطي يرتبط بتراجع خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري بنسبة 30 في المائة، وتراجع خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 50 في المائة.
وعلى الرغم من الارتباط القوي بين النظام الغذائي المتوسطي والعديد من الفوائد الصحية، إلا أن الباحثين لم يثبتوا ذلك من خلال علاقة سبب ونتيجة. وقد حاولت إحدى الدراسات تفسير ذلك من خلال أن النظام الغذائي المتوسطي يُقلل من مستويات الكولسترول والسكر في الدم، ويساعد على إنقاص وزن الجسم بشكل أكبر من باقي الأنظمة الغذائية. كما إنه يحتوي على مضادات أكسدة وحموض دهنية مفيدة تعزز الصحة.
وتقول بلومفيلد بأنه من الممكن لأي شخص أن يتحول بالتدريج إلى النظام الغذائي المتوسطي. وإن خير ما يبدأ به هو اعتماد زيت الزيتون أو زيت الكانيولا بدلاً من أنواع الزيوت والدهون الأخرى، بالإضافة إلى تناول المزيد من لحوم الدجاج والأسماك بدلاً من لحوم الماشية والبقر، وتناول المزيد من المكسرات بدلاً من رقائق البطاطس المقلية.
كما تنصح بلومفيلد بإضافة المزيد من الفواكه والخضراوات الطازجة إلى النظام الغذائي، واستخدامها كإضافات مُنكّهة لجميع أطباق اللحوم والحبوب والسلطات، ومن ثم استبدل اللحوم تدريجياً بأنواع البقوليات مثل الفول.
جرى نشر الدراسة في النسخة الإلكترونية من مجلة حوليات الطب الباطني Annals of Internal Medicine.
المصدر : وكالات