علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: أعراض سن اليأس تتفاوت بشكل كبير وتدوم لفترات أطول مما نعتقد!

توصلت دراسة حديثة إلى أن نمط ومدة الهبات الساخنة والتعرق الليلي المُصاحب لانقطاع الطمث تتفاوت بشكل واسع بين النساء.

فقد وجدت الدراسة بأن ما نسبته 80 في المائة من النساء اللواتي دخلن في سن اليأس يعانين من الهبات الساخنة أو التعرق الليلي أو كلا العَرَضَين، إلا أن توقيت حدوث هذه الأعراض ومدة استمرارها تتفاوت بشكل كبير بين النساء، ويبدو بأن عوامل مثل وزن أجسامهن، والعِرق الذي ينتمين إليه، والمستوى التعليمي، والعادات الغذائية تلعب دوراً في ذلك.

تقول المُعدة الرئيسية للدراسة ريبيكا ثورستون، مديرة مختبر صحة النساء السلوكية بجامعة بيتسبورغ الأمريكية: “لقد ساد الاعتقاد بأن أعراض انقطاع الطمث تستمر ما بين ثلاث إلى خمس سنوات بعد آخر دورة طمثية للمرأة. إلا أننا وجدنا بأن الأعراض تستمر لأكثر من ذلك بكثير (ما بين 7 إلى 10 سنوات)، وتتباين أوقات حدوثها بين النساء بشكل واسع.

قام فريق البحث بمتابعة حوالي 1500 امرأة خلال مرورهن بسن اليأس ولمدة وسطية بلغت 15 سنة. وكانت كل امرأة منهن تقوم بالإبلاغ عن الأعراض التي تعاني منها بشكل سنوي، وبناءً على ذلك قام الباحثون بتصنيف الأعراض في أربع مجموعات مختلفة هي: الأعراض التي تظهر في بداية انقطاع الطمث، الأعراض التي تظهر قرب انتهاء فترة انقطاع الطمث، الأعراض التي تظهر باكراً بتواتر قوي، الأعراض الطفيفة التي تستمر طيلة فترة انقطاع الطمث.

وعندما أمعن الباحثون أكثر في الحالات التي بين أيديهم، وجدوا بأن عوامل مختلفة مثل العرق البشري، والمستوى التعليمي، والوزن، والعادات الصحية تلعب دوراً كبيراً في أشكال وأنماط هذه الأعراض.

فعلى سبيل المثال، وجد الباحثون بأن النساء الصينيات كُنّ أقل تأثراً بالأعراض التي تظهر في خلال الفترة الانتقالية، وأن النساء اللواتي ينتمين إلى العرق الأسود، واللواتي يُعانين من القلق أو الاكتئاب والنساء الأقل تعليماً، واللواتي يُدمنّ المشروبات الكحولية (بشكل عالي أو متوسط) كُنّ أكثر عُرضةً لاستمرار الأعراض لفترة طويلة.

أما النساء البدينات فكُنّ أكثر عُرضةً للشكوى من الأعراض الباكرة لانقطاع الطمث، وكذلك كانت النساء اللواتي يُعانين من الاكتئاب أو القلق.

كما وجد الباحثون بأن النساء اللواتي انخفض لديهنّ مؤشر كتلة الجسم BMI، والنساء اللواتي كُنَّ يُدخنّ، واللواتي ينتمين إلى العرق الأسود كُنَّ أكثر عُرضةً للشكوى من الأعراض التي تظهر بشكل متأخر وتتراجع في العقد العُمري التالي.

وتعتقد ثورستون بأن من شأن نتائج هذه الدراسة أن تشجع المزيد من الباحثين على تحرّي أسباب الهبات الساخنة والتعرق الليلي. كما تؤكد ثورستون بأن الدراسة لم تُثبت علاقة سبب ونتيجة بين هذه العوامل ونمط الأعراض المرافقة لانقطاع الطمث، كما أن الدراسة لم تتحرَّ ما إذا كان تعديل بعض العوامل، مثل تخفيف الوزن أو التوقف عن التدخين، من شأنه تقليل خطر ظهور الأعراض المتصلة. إلا أن الباحثين بصدد التحضير لدراسة جديدة في هذا المجال.

وفي معرض التعليق على الدراسة، تقول ماري ساميل، الباحثة في قسم الإحصاء الحيوي بمركز أبحاث الصحة النسائية بجامعة بنسلفانيا الأمريكية: “أعتقد بأن هذه النتائج ستساعد النساء على توقع الأعراض التي قد يواجهنها بشكل عام وما إذا كُنَّ سيتناولن أدويةً مُعيضةً للنقص الهرموني لفترة قصيرة أم لا”.

وتُضيف ساميل: “لقد أظهرت هذه الدراسة وجود تباينٍ في أنماط أعراض انقطاع الطمث بشكل أكبر مما كنا نعتقده، إلا أن العوامل المرتبطة بذلك لم تكن مفاجئة لنا بشكل كلي، إذ إننا نعلم مسبقاً بأن عوامل محددة تزيد من خطر الهبات الساخنة، مثل التدخين وزيادة مؤشر كتلة الجسم”.

المصدر : وكالات

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى