توصلت دراسة حديثة استمرت لخمس وأربعين عاماً إلى أن ضعف اللياقة البدنية يأتي في المرتبة الثانية للعوامل الأكثر خطورة للوفاة المبكرة، وذلك مباشرةً بعد التدخين الذي حل في المرتبة الأولى.
اشتملت الدراسة التي قام بها باحثون سويديون على حوالي 800 رجل كانوا في منتصف العمر لدى بدء الدراسة. ووجد الباحثون بأن كل زيادة في مؤشر اللياقة البدنية تنعكس بانخفاض 21 في المائة في خطر الوفاة المبكرة
يقول المعد الرئيسي للدراسة بير لادينفال، الباحث بقسم الطب السريري والجزيئي بجامعة غوثنبرغ السويدية: “لطالما جرى اعتبار اللياقة البدنية في منتصف العمر كعامل مهم للتنبؤ بخطر الوفاة لعقود عديدة. إذ يترافق ضعف اللياقة البدنية مع زيادة في خطر الوفاة في جميع مراحل الحياة”.
ويُضيف لادينفال: “لقد أظهرت نتائج دراستنا بأن التدخين هو العامل الأكثر خطورة للوفاة المبكرة، وقد تفاجأنا بحلول اللياقة البدنية في المرتبة الثانية بعد التدخين.. متفوقةً بذلك على عوامل أخرى خطيرة مثل ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم”.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن المشاكل القلبية الناجمة عن تضيق شرايين القلب (وتُسمى بالأمراض القلبية الإقفارية ischemic heart disease) تُعد السبب الأول للوفاة حول العالم،.
قام الباحثون بإجراء اختبار رياضي للمشاركين في بداية الدراسة في عام 1967، كما قاموا بتحري مستويات الكولسترول في الدم وما إذا كان المشارك مُدخناً أو مصاباً بارتفاع ضغط الدم.
ثم خضع أكثر من 650 شخص من المشاركين الذين يتمتعون بصحة ممتازة إلى اختبار VO2 لقياس الوارد الأعظمي من الأوكسجين، وكلما كان مؤشر الاختبار أعلى كلما كان الشخص يتمتع بلياقة بدنية أفضل.
قام الباحثون بمتابعة المشاركين في الدراسة وتكرار هذه الاختبارات طيلة فترة الدراسة، وجمعوا بيانات حول نتائج المشاركين فيها، بالإضافة إلى بيانات حول حوادث الوفاة بغض النظر عن سببها. ثم قام الباحثون بتقسيم المشاركين في ثلاث مجموعات لتحديد العلاقة بين نتيجة اختبار VO2 وخطر الوفاة.
وجد الباحثون بأن كل زيادة في مستوى اللياقة كان يترافق مع انخفاض بنسبة 21 في المائة لخطر الوفاة بعد سن 45، وذلك بعد تحييد عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين وارتفاع مستوى الكولسترول وارتفاع مستوى ضغط الدم.
من الجدير ذكره بأن الدراسة وجدت ارتباطاً بين انخفاض اللياقة البدنية وزيادة خطر الوفاة المبكرة، إلا أنها لم تُثبت علاقة سبب ونتيجة بين هذين العاملين.
جرى نشر نتائج الدراسة في السابع والعشرين من شهر يوليو الحالي في المجلة الأوربية للوقاية من أمراض القلب European Journal of Preventive Cardiology.
المصدر : وكالات