توصلت دراسة حديثة إلى أن تدخين القنب الهندي (الحشيش) يترك تأثيراً ضاراً على قلب المُدخن والأشخاص المحيطين به بشكل أكبر من الخطر الذي يتركه تدخين التبغ الاعتيادي عليهم. وتدعم هذه النتيجة جهود منع تشريع تعاطي الحشيش في بعض الدول، مثل أمريكا.
ففي تجربة على الجرذان، وجد للعلماء بأن وظائف الأوعية الدموية لديها تراجعت بشكل شديد بعد دقيقة من التعرض لدخان سجائر التبغ أو الحشيش، إلا أن استعادة هذه الوظائف استغرقت وقتاً أطول بمقدار ثلاثة أضعاف بعد التعرض لدخان الحشيش مقارنةً مع الوقت الذي استغرقته استعادة وظائف الأوعية الدموية بعد التعرض لدخان التبغ.
يقول المُعد الرئيسي للدراسة ماثيو سبرينجر، الأستاذ بقسم جراحة القلب والأوعية الدموية بجامعة كاليفورنيا: “إذا كان بعض الناس يعتقدون بأن تدخين الحشيش أخف وطأة على القلب من تدخين التبغ، فإن هذه الدراسة كافية لإقناعهم بالعكس”.
وجد الباحثون بأن شرايين الجرذان بدأت بالتعافي من أضرار دخان الحشيش بعد 90 دقيقة من التعرض له، في حين أنها بدأت تتعافى من أضرار دخان التبغ بعد 30 دقيقة من التعرض له.
يقول سبرنجر: “لقد أدى الدخان من كلا المصدرين إلى إضعاف قدرة الأوعية الدموية على التمدد وزاد في الوقت ذاته من جريان الدم ضمنها بمقدار نصف ضعف، وهو ما يزيد من الخطر قصير المدى وبعيد المدى للإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية”.
ويُضيف: “على الرغم من أن التأثير السلبي كان مؤقتاً، إلا أنه من الممكن أن يتحول إلى مشكلة مستديمة إذا استمر التعرض لدخان هذه السجائر لفترة كافية، وقد يزيد من خطر الإصابة بتصلب وانسداد الشرايين”.
وفي معرض التعليق على الدراسة، يقول الدكتور ديفيد فريدمان، رئيس قسم طوارئ القلب في مستشفى فالي ستريم بمدينة نيويورك الأمريكية: “يحتوي الدخان الصادر عن احتراق أي مادة كميات كبيرة من المواد الكيميائية الضارة، حتى ولو كانت المادة المحترقة طبيعية مثل التبغ أو القنب الهندي. وإن هذه الدراسة تؤكد المعلومات التي باتت معروفة لدى الجميع: الدخان هو مادة سامة، وإن التعرض المتكرر له على المدى الطويل قد يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الالتهابية التي تؤدي في النتيجة إلى تصلب الأوعية الدموية وتزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة”.
جرى نشر نتائج الدراسة في السابع والعشرين من شهر يوليو الحالي في مجلة الرابطة الأمريكية لطب القلب.
المصدر : وكالات