كشفت أبحاثٌ أثرية نشرتها جريدة «الديلي ميل» أن قدماء المصريين لم ينجحوا في الوصول شمالًا حتى بريطانيا وحسب؛ بل إنهم جعلوا من مقاطعة «يوركشاير» معقلهم الثقافي.
فقد كشفت بعثة أثرية في «بارنسلي» أن الآلهة المصرية «إيزيس وسيرابيس» كانا يُعبدان في يورك منذ ألفي سنة. ومن بين ما تم العثور عليه هو مومياء نادرة من جبس في يورك
وقد تم اكتشاف ستين من هذه المومياوات في يورك. كما عثر عليهم في قرى يوركشاير. فيما اكتشفت المومياوات الأخرى في «لندن، وهيرتفوردشاير، وكينت»، ولكن ليس بنفس عدد ما تم اكتشافه في يوركشاير؛ وهو ما يجعلها أهم بؤرة للمصرين القدماء في بريطانيا.
علاوة على ذلك، مثلما كان المصريون القدماء يحنطون موتاهم، ذكرت «الإندبندت» اكتشافات حفرية حول البريطانيين في عصور ما قبل التاريخ، كانوا يفعلون نفس الشيء على بعد أكثر من ألفي ميل نحو الشمال الغربي.
الأكاديميون «يتجاهلون» الأدلة عن وجود المصريين القدماء في بريطانيا
فعلى سبيل المثال تتكتم المؤسسات الأكاديمية على أدلة عن قدماء المصريين في بريطانيا؛ فقد فر قدماء المصريين هربًا من الفرعون «إخناتون»؛ ليعيشوا في بريطانيا عام 1354 قبل الميلاد، لكن تم تجاهل الأدلة الأثرية أكاديميًا؛ وذلك للحفاظ على وجهة النظر القائمة على أن المصريين القدماء لم يسافروا إلى هذا الحد. مع أنه تم العثور على قارب مصري في «فيريبي»، منذ ما يقرب من خمسين عامًا، وهو ما تم تجاهله فورًا من قبل الأكاديميين.
وهو ما تتحدث عنه «لورين إيفانز»، عالمة المصريات، في كتابها Kingdom of the Ark ، عدد من الأدلة الموجودة في المتاحف، والتي يتم تجاهلها. وتثبت باستخدام علوم الوراثة، واللغة والمصريات أن الحضارة والسلالة البريطانية تنحدر من قدماء الفراعنة.
وتعلل حقيقة تجاهل هذه الأدلة في الأوساط الأكاديمية أنه إذا تم قبول هذه المعلومات بسهولة؛ فسيتوجب إعادة كتابة أجزاء كبيرة من التاريخ. بجانب الشك في مدى صحة «الحقائق التاريخية». فضلًا عن أن دحضها بين عشية وضحاها سيجعل وظائف العديد من الأكاديميين التي تعتمد على هذه «الحقائق» زائدة عن الحاجة.
وأضافت أن بعض الأكاديميين يكونون على استعداد تام لمشاركة عملهم؛ ولكن بشكل «غير رسمي». فقد تراجعوا عن طباعة أعمالهم؛ خوفًا من أن هذا يضع احتفاظهم بوظائفهم على المحك لقولهم الحقيقة. وتقول إن الحقيقة المحزنة في هذه المسألة هو أننا نعتمد على هؤلاء الناس ليقصوا لنا تاريخنا، ولكن يبدو أنهم يشعرون بالرضا للعمل تحت نوع من الرقابة الأكاديمية.
حجر «ويلز» يصف رحلة المصري القديم إلى الغرب
بعد ظهر يوم السبت في المتحف البريطاني، يمكنك أن ترى جحافل من السياح تسير على الأقدام بلا مبالاة بجوار بعض من أكبر مجموعات التحف الفنية من العالم القديم. وبينما يتموضع الناس أمام الكاميرات بجانب المعروضات الأكثر شهرة، وتبرق أضواء الفلاشات،تصطف في صالة عرض القرون الوسطى ـ ربما ـ أهم قطعة في المتحف بأكمله.
فتحت إضاءة خافتة يقع حجرLlywel القديم، والذي يبدو أن موقعه يقلل من حقيقة أهمية هذه القطعة المنحوتة من الصخور المنقوشة. والتي اكتشفت في حقل أحد المزارعين في ويلز عام 1843. ومن ثم بيعت هذه القطعة للمتحف البريطاني مقابل مبلغ ضئيل.
فعلى ما يبدو أن أكثر الجوانب أهمية على هذا الحجر، هو منحوتة جرى التعتيم عليها عمدًا؛ بلفها في مواجهة الحائط، بحيث يصبح من المستحيل عرضها. إلا أنها تكشف عن نحت لشخص يرتدي الزي المصري، ويترك الأهرامات في مصر انطلاقًا لرحلته إلى الغرب. وهو ما يشير إلى أنه، إذا قبلنا حقيقة أن قدماء المصريين جاءوا إلى بريطانيا، فسيتعين علينا تعديل قدر كبير من التاريخ.
سجلات الاسكتلنديين تتحدث عن «فتح» المصريين لاسكتلندا
تكشف مخطوطة من القرون الوسطى تسمى Scotichronicon، أو «سجلات الاسكتلنديين»، كتبت عام 1435 من قبل راهب يدعى «والتر باور»، عن أسطورة حول أصل الاسكتلنديين:
»في العصور القديمة، غادرت «سكوتا» Scota، ابنة فرعون مصر، مع زوجها «غايثولز» Gaythelos وكثير من الأتباع؛ بعد سماعهم عن الكوارث التي ستأتي على مصر؛ ولذلك هربوا بناء على تعليمات من الآلهة عن بعض الأوبئة التي كانت قادمة؛ فخرجوا إلى البحر، تاركين أنفسهم لتوجيه الآلهة. وبعد الإبحار في هذا الوضع لعدة أيام، وهم يعانون من الاضطراب والترقب، فرحوا في النهاية لإرساء قواربهم على شاطئ ما؛ بسبب سوء الأحوال الجوية».
ستمر المخطوطة في القول إن المصريين استقروا فيما يعرف الآن باسكتلندا. وتعرضوا للمطاردة في وقت لاحق من قبل السكان المحليين؛ فانتقلوا إلى أيرلندا. ومن ثم اندمجوا مع القبيلة الأيرلندية، وأصبحوا ما يعرف باسم «الاسكوتيين». ليصبحوا ملوك أيرلندا، ويغزون في النهاية اسكتلندا، ويعيدوا فتحها من جديد، والتي اكتسبت اسمها من الأميرة المؤسسة لها.
قلائد «تارا» وقارب «فيريبي» ترجح وصول أسطول مصري لبريطانيا
وتذكر لورين أن خمسة من بنات إخناتون الست قد لقين حتفهن في مصر. وأن الابنة الكبرى «ميريت آتون» اختفت من السجلات وقت وفاة أخناتون؛ وأنها لاقت مصيرًا مجهولًا. وهو ما تكشفه الكاتبةأن ميريت آتون هي سكوتا.
تدعم الاكتشافات الحفرية العثور على قلادة من العنبر، والقيشاني، بمقبرة في «تارا» بأيرلندا، تعود إلى 1350 قبل الميلاد، وأخرى لنفس الفترة يعتقد أنها تعود لمصري عالي الرتبة. ومن المثير للانتباه أن حبات القيشاني بهذه القلادة كانت مماثلة لتلك الموجودة في مقبرة «توت عنخ آمون»، والتي تعود تاريخها إلى الفترة نفسها تقريبًا.
على الجانب الآخر، يماثل القارب الذي عثر عليه بـ«فيريبي» في شمال إنجلترا تصميمات القوارب التي استخدمت في البحر الأبيض المتوسط القديم. علاوة على ذلك، كشف التأريخ الكربوني له بأنه يعود إلى عام 1400 إلى 1350 قبل الميلاد. فمن الممكن أنه قد كان جزءًا من أسطول Scota المبحر من مصر.
على الجانب الآخر يرى المعترضون على هذه الحجج والدلائل أنه قد تكون مقنعة إلى حد معقول بقيام علاقات تجارية في جميع أنحاء أوروبا في العصر البرونزي، وربط «أيرلندا، وبريطانيا، ودول البلطيق، مع أوروبا الوسطى، وأسبانيا، وشرق البحر المتوسط، ومصر» وليست بالضرورة دليلًا على استيطان المصريين القدماء لهذه المناطق.
وإذا ما ثبت أن القوارب التي عثر عليها في فيريبي كانت أبحرت بالفعل من شرق البحر الأبيض المتوسط، فقد تكون جاءت عبر رحلة تجارية مباشرة، بدلًا من مرور البضائع عبر سلسلة من الوسطاء. وهو ما تعارفت عليه الثقافات القديمة، وسعيها كي تكون أكثر قدرة على الحركة، وأكثر تواصلًا وتطورًا مما كنا نظن.
المصدر : وكالات