أثارت دراسة حديثة الجدل حول فرضية طالما نظر إليها العلماء كمُسلّمة بديهية، وهي العلاقة بين تناول الدهون وخطر الإصابة بأمراض قلبية. فقد وجد باحثون سويديون بأن البدانة قد لا تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو الوفاة المبكرة.
تفحّص الباحثون حالات توائم حقيقين كان فيها أحد التوأمين بديناً والآخر أقل وزناً.
يقول المُعد الرئيسي للدراسة الدكتور بيتر نوردستروم، كبير الأطباء في قسم طب المجتمع وإعادة التأهيل بجامعة أوميو السويدية: “لقد وجدنا بأن خطر الإصابة بالنوبات القلبية كان أقل عند الأشخاص الأكثر وزناً بالمقارنة مع أشقائهم التوائم الأقل وزناً. إلا أن خطر الإصابة بداء السكري بقي أعلى عند الأشقاء الأكثر وزناً. ويبدو بأن التعديلات الصحية على نمط الحياة التي تحد من كمية الدهون في الجسم لا تُقلل من خطر إصابة الشخص بالأمراض القلبية الوعائية أو الموت المبكر، ولكنها تُقلل من خطر إصابته بداء السكري”.
وبما أن التوائم الحقيقية يتشابهون حتى التركيبة الجينية، فهم يُشكلون طريقة مهمة جداً لتقييم المخاطر المترافقة مع البدانة وحدها، بمعزل عن تأثير الجينات في ذلك.
وبحسب الإحصائيات الأمريكية، فإن ما نسبته 33 في المائة من الأمريكيين يعانون من البدانة، وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأن البدانة ترتبط بالإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والداء السكري من النمط الثاني وأشكال محددة من السرطان.
قام الباحثون بتحليل بيانات 4000 توأم حقيقي في السويد كانت أوزانهم متباينة فيما بينهم. وقد بلغ متوسط أعمار التوائم عند بداية الدراسة 58 سنة، واستمرت الدراسة منذ عام 1998 وحتى عام 2003، ثم جرت متابعة المشاركين حتى العام 2013.
وجد الباحثون بأنه خلال السنوات الاثني عشر من المتابعة، أصيب 203 من التوائم الأكثر وزناً بنوبات قلبية، وتوفي 550 شخصاً منهم. في حين أصيب 209 من التوائم الأقل وزناً بنوبات قلبية وتوفي 663 شخصاً منهم.
ويُشير الباحثون إلى أن نقطة الضعف الأساسية في دراستهم هي أن أوزان وأطوال المشاركين قد جرى استقاؤها من إفادات المشاركين أنفسهم، وهو ما قد يؤدي إلى عدم دقة النتائج، لأن الناس كثيراً ما ينسون بعض المعلومات أو يوردونها بشكل خاطئ.
كما يُشير الباحثون إلى نقطة ضعف أخرى، وهي بأنهم لم يقوموا بجمع معلومات حول ارتفاع ضغط الدم أو مستويات الكولسترول لدى المشاركين في الدراسة، وهي حالات ترتبط بالبدانة.
من الجدير ذكره بأن الدراسة جرى تصميمها لتحري مدى الارتباط بين البدانة ومعدلات الإصابة بالأمراض القلبية أو الوفاة المبكرة، ولكنها لم تكن مُصممة لإثبات علاقة سبب ونتيجة بين هذه العناصر.
وفي معرض التعليق على الدراسة، يقول الدكتور مايكل ديفيدسون، أستاذ الطب ومدير قسم طب القلب الوقائي بجامعة شيكاغو الأمريكية: “إن البدانة ليست السبب المباشر للإصابة بأمراض القلب. ولكن العوامل المرتبطة بها هي التي تزيد من هذا الخطر، مثل ارتفاع مستوى الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالسكري. وأعتقد أن الأهم هو التركيز على هذه العوامل وليس على البدانة كعامل مستقل”.
المصدر : وكالات