توصلت دراسة حديثة إلى أن الاختلاجات التي تبدو على وجه أو جسم الطفل في أثناء نومه قد تكون جزءاً من تطور مهاراته الحركية، وذلك خلافاً للاعتقاد السائد بين الآباء بأنها استجابة الطفل للأحلام التي يراها في أثناء نومه.
وبحسب الباحثين، فإن هذه الاختلاجات التي تحدث في أثناء مرحلة النوم الريمي rapid eye movement – REM (وهي المرحلة التي تتميز بحركة العين السريعة) تحرض داراتٍ معينة في الدماغ وتهدف إلى تعريف الطفل على أطرافه وكيفية استخدامها.
يقول الباحثون إنه وبالتوازي مع ازدياد معارفنا حول التطور الجسدي والنفسي عند الأطفال، فإن معرفة المزيد حول تطور المهارات الحسية والحركية عند الأطفال سيساعدنا أكثر على فهم الاضطرابات التطورية لدى الأطفال، مثل التوحد وانفصام الشخصية.
يقول المعد الرئيسي للدراسة مارك بلومبرغ، الأستاذ بقسم الطب النفسي وعلوم الدماغ بجامعة آياوا الأمريكية: “تنطوي أمراض مثل التوحد وانفصام الشخصية على مشكلة جوهرية في النظام الحسي الحركي لدى الطفل، على الرغم من أنه كثيراً ما يتم التغاضي عن ذلك”.
قام الباحثون في البداية بدراسة الاختلاجات الوجهية عند صغار الجرذان، وهم يعكفون الآن على دراستها عند أطفال البشر الذين تتراوح أعمارهم بين أسبوعين إلى 18 أسبوعاً، وذلك بهدف دراسة العلاقة بين الاختلاجات الوجهية في أثناء النوم والنشاطات الجسدية في أثناء الاستيقاظ.
يقول بلومبرغ: “لقد بدأنا بملاحظة ارتباط مثير للاهتمام بين الاختلاجات الجسدية في أثناء النوم والمهارات التي تتطور عند الطفل. فعلى سبيل المثال، يبدو بأن ثمة ارتباطاً بين الاختلاجات التي تُصيب الرقبة في أثناء النوم وقدرة الطفل على دعم رأسه في أثناء الاستيقاظ”.
تقول المُعدة المساعدة للدراسة جريتا سوكولوف: “لقد وجدنا بأنه حالما يتمكن الطفل من دعم رأسه في أثناء الاستيقاظ يبدأ هذا النوع من الاختلاجات بالتلاشي. وإننا نبحث عن مثل هذه العلاقات بين الاختلاجات وتطور المهارات الحسية والحركية عند الطفل، بحيث نتمكن في المستقبل من توقع زمن ظهور مهارات جديدة لدى الطفل، أو تحديد المشاكل التطورية لديه”.
كما لاحظ الباحثون أيضاً بأن الاختلاجات في الأصابع والمعصمين تحدث عندما يبدأ الأطفال بالتقاط الأشياء.
وخلُص الباحثون إلى أن الاختلاجات التي تُصيب البالغين في أثناء نومهم قد تكون وسيلة لتطوير الجهاز الحسي الحركي لديهم.
ويختم بلومبرغ بالقول: “إننا نكسب وزناً، ونخسر وزناً، ونمارس تمارين رياضية، ونتعلم مهارات جديدة، وكل ذلك يحتاج إلى إعادة تهيئة النظام الحسي الحركي في أجسادنا”.
المصدر : وكالات