توصلت دراسة حديثة إلى أن النوم لفترات طويلة جداً أو قصيرة جداً قد يكون عامل خطرٍ للإصابة بالسكتة الدماغية، أو قد يُعيق عملية التعافي منها.
قام الباحثون بمراجعة 29 دراسة سابقة تحرّت العلاقة بين اضطرابات النوم وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية وقابلية التعافي منها. يقول المُعد الرئيسي للدراسة الدكتور ديرك هيرمان، أستاذ العلوم العصبية بجامعة إيسن الألمانية: “تتوفر العديد من الأدلة العلمية التي تُشير إلى أن اضطراب انقطاع التنفس في أثناء النوم sleep apnea هو عامل خطر للإصابة بالسكتة الدماغية.
وقد أظهرت بعض الدراسات بأن اضطراب انقطاع التنفس في أثناء النوم كان موجوداً لدى المرضى قبل إصابتهم بالسكتة الدماغية، وساهم في زيادة خطر إصابتهم بها. كما أن المرضى الذين يعانون من أشكال شديدة من اضطراب انقطاع التنفس في أثناء النوم عانوا من أنواع أشد وأكثر خطورة من السكتة الدماغية”.
ويُضيف هيرمان: “أعتقد بأن علاج انقطاع التنفس في أثناء النوم باستخدام جهاز الضغط الهوائي الإيجابي CPAP قد يساعد على الحد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ولذلك ينبغي تشخيص هذا المرض وعلاجه بصورة منهجية، وهو ما لا يحدث دائماً للأسف”.
يقول هيرمان: “بالإضافة إلى ذلك، فهناك اضطرابات نوم أخرى، مثل الأرق أو فرط النوم، تُعد أيضاً من عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. فقد يؤدي النوم المُتيقظ إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية”.
وبحسب الدراسة أيضاً، فإن اضطرابات النوم قد تؤثر في قدرة مريض السكتة الدماغية على التعافي منها.
ويُشير الباحثون إلى أن اضطرابات النوم الأكثر مشاهدة لدى مرضى السكتة الدماغية تتضمن متلازمة تململ الساقين restless legs syndrome، وهي الحالة التي ينتاب فيها الشخص رغبة كبيرة بتحريك ساقيه وخاصةً في أثناء المساء. وتساهم متلازمة تململ الساقين في التقليل من جودة النوم والإصابة باضطراباته.
يقول هيرمان: “يساعد النوم الدماغ على التعافي من الإصابة بالسكتة الدماغية، لأنه يزيد من قدرة الخلايا الدماغية العصبية على إعادة الاتصال فيما بينها بعد السكتة. وفي هذا الصدد نؤكد بأن تناول الأقراص المنومة ليس هو الحل الأفضل للتعامل مع اضطرابات النوم من جهة، كما إنها قد تُسبب الاعتياد أو الإدمان من جهة أخرى”.
ويؤكد الخبراء على أن ضرورة معالجة اضطرابات النوم عند طبيب مختص بذلك، والذي قد يلجأ إلى وسائل عديدة غير دوائية لتدبير الحالة، مثل العلاج السلوكي المعرفي.
جرى نشر الدراسة في الثالث من شهر أغسطس الحالي في مجلة علم الأعصاب.
المصدر : وكالات