توصلت دراسة حديثة إلى أن كمية الدهون في النظام الغذائي للأم الحامل قد تؤثر في تنوع وكمية الجراثيم المعوية الطبيعية لدى الطفل، أو ما يُصطلح على تسميتها بالفلورا المعوية أو النبيت المعوي.
وبحسب الباحثين، فإن الفلورا المعوية تؤثر في تطور الجهاز المناعي للطفل، وقدرة أمعاء الطفل على استخلاص الطاقة من الطعام الذي يتناوله.
اشتملت الدراسة على أكثر من 150 امرأة، قمن بالإجابة عن استبيان مفصل حول العادات الغذائية التي كُنّ يتبعنها في أثناء الحمل.
وقد أشارت نتائج الاستبيان إلى أن نسبة الدهون في النظام الغذائي لهؤلاء النسوة تراوحت بين 14 إلى 55 في المائة، وأن المعدل الوسطي بلغ حوالي 33 في المائة. من الجدير ذكره بأن المعهد الأمريكي للطب ينصح بأن تتراوح نسبة الدهون في الطعام بين 20 إلى 35 في المائة.
قام الباحثون بتفحص الجراثيم المعوية الطبيعية عند الأطفال عند الولادة وبعد بضعة أسابيع من ذلك، ووجدوا بأن تنوع وأعداد هذه الجراثيم عند الأطفال المولودين لأمهات يتبعن نظاماً غذائياً غنياً بالدهون كان أقل بالمقارنة مع الأطفال المولودين لأمهات كُنّ يتبعن نظاماً غذائياً فقيراً بالدهون.
جرى نشر الدراسة في الثامن من شهر أغسطس الحالي في مجلة Genome Medicne.
تقول المُعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة شاشتي أوغور، الأستاذة المساعدة في قسم طب النساء والولادة بكلية الطب بجامعة بايلور الأمريكية: “لقد تفاجأنا بنتيجة الدراسة ووجود ارتباط بين الطبيعة الدهنية للنظام الغذائي للأم وطبيعة الجراثيم المعوية الطبيعية عند الطفل، مع التأكيد على أن الدراسة لم تُثبت علاقة سبب ونتيجة بين كلا العاملين. وأعتقد أن الحاجة قائمة لإجراء المزيد من الدراسات لمعرفة فوائد تعديل النظام الغذائي للأم على الطفل، سواءً على المدى القصير أو الطويل”.
وتضيف أوغور: “من الممكن جداً تعديل النظام الغذائي للأم الحامل، وخاصة وأن الفريق الطبي المشرف على صحتها يؤكد كثيراً على ذلك. وعلى الرغم من أن التوصيات تركز بمقدارٍ كبير على تناول عناصر غذائية محددة، مثل الحديد وحمض الفوليك، إلا أنني أعتقد بأن الوقت قد حان لتشجيعهنّ على الحد من كمية الدهون في طعامهنّ أيضاً”.
هيلث داي نيوز
المصدر : وكالات