توصلت دراسة حديثة إلى أن المرضى الذين يعالجون من العقم غالباً ما يشكون من أعراض الاكتئاب أو القلق، وأنهم قلما يحصلون على مساعدة اختصاصية في هذا الصدد.
وقد وجدت الدراسة التي تحرت مرضى يُعالجون من العقم في خمس عيادات للخصوبة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية بأن أكثر من نصف النساء وحوالي ثلث الرجال كانوا يعانون من أعراض اكتئاب واضحة سريرياً، وأن أكثر من 76 في المائة من النساء و 61 في المائة من الرجال يعانون من أعراض قلق واضحة سريرياً.
وعلى الرغم من ذلك، فقد أفاد 25 في المائة من المرضى فقط بأن المراكز التي يُعالجون فيها قد قدمت لهم معلومات حول خيارات العلاج النفسي المتاحة ضمن المركز أو خارجه.
تقول المُعدة الرئيسية للدراسة لوري باسك، الأستاذة المساعدة في قسم الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا الأمريكية: “لقد تفاجأنا جداً بهذه النتائج، فعلى الرغم من أن العديد من الدراسات السابقة كانت قد وجدت بأن مرضى العقم يواجهون خطراً مرتفعاً للإصابة بالقلق أو الاكتئاب، إلا أن المراكز الصحية لا يبدو بأنها تكترث كثيراً بعلاج هذا الجانب عند المرضى”.
وبحسب الرابطة الوطنية الأمريكية لعلاج العقم، فإن ما نسبته 12.5 في المائة تقريباً من الأزواج الأمريكين يواجهون مشاكل في الحمل أو الإنجاب.
تتوفر العديد من أنواع العلاج للعقم، ابتداءً من الأدوية المُحفزة للمبيض وانتهاءً بالإخصاب في الأنابيب، وكثيراً ما يستغرق العلاج وقتاً وجهداً، وقد يستدعي تجريب أكثر من نوع من المعالجات. وقد يستسلم المرضى في النهاية إذا طالت فترة العلاج كثيراً. وتقول باسك بأن ذلك السبب بالذات يجب أن يدفع عيادات الإخصاب إلى إيلاء أهمية كبيرة للصحة النفسية عند مرضى العقم.
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، أعرب الدكتور بروك هودس، اختصاصي أمراض العقم في مركز لانجون لعلاج العقم في مدينة نيويورك الأمريكية عن تأييده لنتائج الدراسة، وقال بأن حقيقة معاناة الكثيرين من مرضى العقم من مشاكل عاطفية ونفسية ليست سراً أو أمراً جديداً.
وأضاف: “غالباً ما يشمل استجواب المريض في بداية زيارته للمركز الصحي أسئلةً عن حالته النفسية والعاطفية، إلا أن ما يحصل بعد ذلك يختلف من مركز لآخر”.
ويقول هودس: “بناءً على نتائج الدراسة، أعتقد بأن الوقت قد حان لتطوير الخطط العلاجية في مراكز الإخصاب وعلاج العقم”.
اشتملت الدراسة على 352 امرأة و 274 رجلاً يعالجون في خمسة مراكز للإخصاب في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية. جرى استجواب المشاركين قبل البدء بالعلاج وبعد العلاج بعشرة أشهر و 18 شهراً على التوالي.
وجد الباحثون بأن معظم المرضى عانوا من الاكتئاب أو القلق في مرحلة ما من مراحل الدراسة، وأن احتمال الإصابة بتلك المشاكل كان يزداد مع فشل الزوجين في الإنجاب.
وقد أظهرت الدراسة بأن حوالي 25 في المائة فقط من المرضى قد أفادوا بأن المراكز الصحية التي يُعالجون فيها قد قدمت لهم معلومات حول خدمات العلاج النفسي، وأن تقديم المعلومات لم يكن متعلقاً بشدة حالة القلق أو الاكتئاب التي يشكو منها المريض. كما وجدت الدراسة أيضاً بأن ما نسبته 21 في المائة من المرضى النساء و 11 في المائة من المرضى الرجال فقط قد تلقوا معالجة نفسية.
وبحسب باسك، فإن الحل يكمن في وجود اختصاصيين نفسيين ضمن مراكز علاج العقم، بحيث تكون المعالجة النفسية جزءاً اعتيادياً من خطة العلاج المُقدمة.
تقول باسك: “أعتقد أننا بحاجة إلى تغيير في منهجية مراكز علاج العقم، حيث إنها تُركز حالياً على زيادة معدلات الحمل والإنجاب دون إعطاء أهمية كبرى للصحة النفسية للمرضى”.
وتختم بالقول: “ريثما يتحقق ذلك، ينبغي على مرضى العقم الذين يشعرون بأزمة نفسية أن يطلبوا المشورة لحل هذه المشكلة، سواءً من خلال العيادات النفسية أو من خلال المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بذلك”.
جرى نشر نتائج الدراسة في عدد شهر يوليو من مجلة الخصوبة والعقم Fertility and Sterility.
المصدر : وكالات