حذرت الرابطة الأمريكية لصحة القلب من مغبة الجلوس لفترات طويلة، حتى وإن كان الشخص يمارس التمارين الرياضية بانتظام، وذلك في تقريرٍ لها صدر حديثاً.
وأضافت الرابطة في تقريرها بأن هناك أعداداً كبيرةً جداً من الأشخاص الذين يجلسون لأوقات طويلة على الكراسي أو الأرائك. تقول الدكتورة ديبورا روم يونغ، عضو الهيئة الإدارية في الرابطة الأمريكية لصحة القلب ومُحررة التقرير الجديد: “بناءً على الأدلة المتوفرة، فقد وجدنا بأن البالغين الأمريكيين يمارسون نشاطاً سكونياً (لا يتطلب المشي أو الوقوف) بمعدل ست ساعات يومياً بشكل وسطي. وإن المشكلة تأخذ بالتفاقم مع مرور الوقت، حيث يجلس المسنون الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة بمعدل 8.5 إلى 9 ساعات يومياً بصورة وسطية”.
وفي معرض التعليق على التقرير، تقول الدكتورة باربارا جورج، مديرة مركز الطب القلبي الوعائي بمستشفى جامعة وينثورب بمدينة نيويورك: “تؤمن الحركة عامل وقاية ضد الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. وتشير جميع الدراسات إلى أن الحركة على مدار اليوم بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية متوسطة الشدة لمدة 30 دقيقة يومياً تُعد ضروريةً للوقاية من الإصابة بالأمراض القلبية”.
وبحسب الرابطة الأمريكية لصحة القلب، فإن هذا التقرير يعكس الأدلة المتزايدة على أن التمارين الرياضية لوحدها لا تكفي لعكس تأثيرات الجلوس لفترات طويلة.
وتشرح يونغ كلامها بالقول: “بغض النظر عن كمية النشاط الجسدي الذي يقوم به الشخص، فإن الجلوس والسكون لفترات طويلة قد ينعكس سلباً على صحة القلب والأوعية الدموية، ويزيد من خطر الإصابة بداء السكري، والوفاة المبكرة”.
وعلى الرغم من تلك النتائج، إلا أن الآلية التي يؤثر بها الجلوس الطويل سلباً في الصحة لا تزال غير واضحة. تقول يونغ: “هناك العديد من الأمور التي لا تزال مجهولةً حول السلوك الجسدي الساكن، وإن جميع الدراسات المتوفرة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين هذا العامل والتأثيرات المرتبطة به. كما إننا لا نزال نجهل ما هو الحد الأقصى المسموح من الجلوس، وبالتالي فإننا ننصح بالتقليل من الجلوس ما أمكن والإكثار من الحركة ما أمكن!”.
وبشكل عام، توصي الرابطة الأمريكية لصحة القلب بممارسة التمارين الرياضية المتوسطة أو الشديدة لمدة 30 دقيقة يومياً، وذلك بهدف الوصول إلى 150 دقيقة من التمارين المتوسطة أو 75 دقيقة من التمارين الشديدة أسبوعياً.
وبحسب يونغ فإن الحاجة قائمة لإجراء المزيد من الدراسات قبل رسم استنتاجات نهائية حول ما إذا كان من الضروري استبدال فترات الجلوس الطويلة بحركات بسيطة أو تمارين رياضية متوسطة أو شديدة.
وفيما يلي بعض النصائح التي يُقدمها خبراء الصحة للتقليل ما أمكن من خطر الجلوس:
– أخذ استراحة لمدة 1-3 دقائق كل نصف ساعة من العمل جالساً، وأن يُمضي الشخص هذه الفترة من الاستراحة بالوقوف أو المشي لمسافة بسيطة.
– مشاهدة التلفاز بوضعية الوقوف بدل الجلوس قدر الإمكان.
– الوقوف في وسائل النقل العامة وترك المقعد ليجلس عليه من هم أضعف أو أكبر سناً.
– المشي في أثناء التحدث على الهاتف المحمول بدل الجلوس، مع ضرورة الانتباه لما يحيط بالمرء كي لا يصطدم بشيء ويؤذي نفسه.
– إذا كانت طبيعة عمل الشخص تتطلب منه الجلوس طيلة اليوم، فينبغي عليه ضبط ساعة المنبه في الهاتف المحمول كي ترن كل ساعتين لأخذ استراحة يتمطط فيها أو يمشي لمسافة قصيرة.
– العمل تدريجياً على إنقاص عدد ساعات الجلوس يومياً بمعدل 15-20 دقيقة كل يوم، بحيث يكون الهدف الوصول إلى ساعتين أو ثلاث ساعات جلوس يومياً في النهار كحد أقصى.
جرى نشر التقرير في الخامس عشر من شهر أغسطس الحالي في مجلة الدورة الدموية Circulation التي تُصدرها الرابطة الأمريكية لصحة القلب AHA.
هيلث داي نيوز
المصدر : وكالات