توصلت دراسة حديثة إلى أن العديد من الآباء يضعون أطفالهم الرُّضع بوضعيات نوم تزيد من خطر حدوث متلازمة موت الرضيع المفاجئ، وذلك على الرغم من حملات التوعية العديدة التي تُحذر من ذلك.
وبحسب إحصائيات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن حوالي 3500 طفل يتوفى سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية بصورة مفاجئة وبدون سبب واضح. وتُعزى معظم تلك الوفيات إلى متلازمة الموت المفاجئ للرضيع، وهي حالة لا تزال غير مفهومة بشكل كامل بعد.
ويعتقد الباحثون بأن عاملاً يتعلق ببيئة النوم الخاصة بالطفل يشكل قاسماً مشتركاً بين العديد من حالات متلازمة الموت المفاجئ للرضيع. وقد بدأ الأطباء منذ تسعينيات القرن الماضي بتشجيع الآباء على وضع الأطفال في الأسرّة بوضعية استلقاء ظهري، وإبعاد الوسائد والأغطية الطرية من الفراش، واتخاذ بضع إجراءات أخرى لنوم آمن.
وبحسب الدراسة التي جرى نشرها في الخامس عشر من شهر أغسطس الحالي، فإن هذه التوصيات لا تُطبق من قبل الآباء بشكل فعال.
يقول المُعد الرئيسي للدراسة الدكتور إيان باول، أستاذ طب الأطفال بكلية الطب بجامعة بين ستيت الأمريكية: “إن النتائج التي توصلت إليها الدراسة غير سارّة”.
وبخلاف الدراسات السابقة التي اعتمدت على استجواب الآباء، فإن الدراسة الحالية اعتمدت على تركيب أجهزة تصوير فيديو في المنازل لمراقبة سلوك الأهالي في غرف نوم الأطفال.
وجد الباحثون بأن جميع الآباء تقريباً كانوا يضعون في أسرّة الأطفال أشياء يمكن أن تزيد من خطر حدوث متلازمة الموت المفاجئ للرضيع، مثل الوسائد والأغطية الفضفاضة والحواجز الاسفنجية التي تمنع انحشار أطراف الطفل بين أعمدة السرير الخشبية.
كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن حوالي 14-33 في المائة من الأطفال كانوا يُوضعون في أسرّتهم بوضعية نوم على جهة البطن أو جهة جانبية، بدلاً من وضعهم بوضعية استلقاء ظهري.
يقول باول: “هناك عدداً من التفسيرات المحتملة لهذا السلوك من الأهالي. التفسير الأول هو أن الآباء تنقصهم المعرفة حول أسباب متلازمة الموت المفاجئ للرضيع، والتفسير الثاني هو أن الآباء يُقللون من احتمال حدوث متلازمة الموت المفاجئ للرضيع ويعتقدون أن طفلهم بمنأى عنها، والتفسير الثالث هو إهمال الآباء لتلك التوصيات بسبب شعورهم بالإرهاق والتعب”.
ويُضيف: “قد يشكل الحرص الزائد من الأهل وسعيهم وراء راحة طفلهم خطراً عليهم في بعض الأحيان، كما في حالة وضع الأم طفلها لينام بجانبها في السرير”.
وفي معرض التعليق على الدراسة، تقول الدكتورة ديبورا كامبل، رئيسة قسم حديثي الولادة في مستشفى مونتيفري للأطفال بمدينة نيويورك: “لقد سلطت هذه الدراسة الضوء على الفارق بين ما هو معلوم نظرياً وما يُطبق على أرض الواقع”.
وتُضيف: “إن التوصيات التي يتلقاها الآباء حول طرق الوقاية من متلازمة موت الرضيع المفاجئ كثيراً ما تذهب أدراج الرياح مع الدعايات التي تروّج لملحقات الأسرّة المختلفة”.
ونذكر في هذا الصدد، بأن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصي بعدم استخدام بعض المنتجات الخاصة بسرير الطفل، مثل الحاجز الاسفنجي bumper pad وحاصرة النوم الاسفنجية sleep positioner، وذلك لعدم وجود دليل علمي يشير إلى أنها تقي الطفل من جهة، ولأنها تُعرضه لخطر الاختناق من جهة أخرى.
اشتملت الدراسة على 160 عائلة وافقت على تركيب أجهزة تسجيل فيديو في غرفة نوم الطفل لمراقبة عادات النوم لديه. واستمر التسجيل لمدة ثلاثة أيام، وتراوحت أعمار الأطفال بين شهر إلى ستة أشهر.
وجدت الدراسة بأن حوالي 21 في المائة من الأطفال بعمر شهر واحد كانوا يوضعون بوضعيات نوم غير آمنة، مثل النوم على البطن، أو في سرير الوالدين. وأن 91 في المائة من الأطفال كانت توجد في أسرّتهم عناصر غير آمنة، مثل الدمى القماشية المحشوة أو الحواجز الاسفنجية أو حاصرات النوم الاسفنجية. وأن ما نسبته 33 في المائة من الأطفال بعمر ستة أشهر ينامون بوضعيات بطنية. وأنه من الشائع بالنسبة للأطفال بعمر شهر واحد أن يتململوا في أثناء الليل، وغالباً ما ينتهي الأمر بهم للنوم في سرير الأبوين أو في أماكن ليست آمنة.
واستنتج الباحثون أنه وبغض النظر عن الأسباب التي تدفع الأهالي إلى وضع أطفالهم بوضعيات نوم غير آمنة، فإن هناك مشكلة في تشجيع الآباء على الالتزام بتوصيات النوم الآمن وتطبيقها، وأنه ينبغي على الأطباء والفرق الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية بالاستمرار بتذكير الآباء بضرورة الالتزام بتوصيات النوم الآمن، وعدم القيام بذلك مرة واحدة فقط عند ولادة الطفل وحسب.
هيلث داي نيوز
المصدر : وكالات