علوم وتكنولوجيا

ما هي العلاقة بين الإبتسامة الدائمة والإكتئاب؟

أكدت دراسة علمية أن الأشخاص الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى رسم البسمة على وجوههم طوال الوقت سواء أكانت المشاعر صادقة او مزيفة خاصّة في أماكن العمل فهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من غيرهم!

 

ويؤكد خبراء علم النفس بجامعة فرانكفورت أن أكثر الأشخاص المعرّضين لمخاطر الإصابة بمرض الكآبة هم الذين يعملون في مهن معيّنة مثل المضيفين الجوييّن وموظفي المبيعات والعاملين في مراكز الاتصّالات لأنهم مرغمون على التظاهر بأن يكونوا ودودين في تعاملهم مع الزبائن وتؤثّر المشاعر الحقيقية على عضلات جانبي الوجه بالتساوي، أما إذا كانت المشاعر زائفة فإن حركة عضلات الجانب الايسر من الوجه تفضح الاحساس الكاذب، لأن عضلات الجانب الأيسر من الوجه أكثر تعبيراً من عضلات الجانب الأيمن!

وسبب صعوبة تزييف الابتسامة يعود إلى ان عضلات الوجه ذات العلاقة بالابتسامة ليست تحت سيطرة الانسان الواعية.

فالابتسامة الحقيقية تحتاج إلى مجموعتين من العضلات: المجموعة الأولى موجودة حول الفم وبالإمكان تحريكها ارادياً، والمجموعة الثانية موجودة حول العينين ولا تستجيب بحركتها إلا للمشاعر الحقيقية.

ان أكبر إفشاء غير مقصود للتعرف على ابتسامة زائفة هو العينان، فالعينان اللتان تضيقان عندما تكون الابتسامة من القلب، انما تبقيان غير متأثّرتين عندما يغطّي الشخص بابتسامته الزائفة عواطف سلبية، لذلك تفّحص العينين من أجل التعرّف على خطوط الابتسامة وحرارة التعبير!

أما الافشاء غير المقصود الثاني للتعرّف على نوعية الابتسامة فهو الفم، انظر إلى الفم، عندما تكون الشفة العليا مرتفعة بطريقة مبالغ فيها، بينما تبدو الشفة السفلى مربّعة دونما أي حركة في الفّك، تأكّد عندها انها ابتسامة زائفة.

من حسن الحظ أنه قلما تخدع الابتسامة الزائفة أي شخص، ذلك لأنها تحدث احساساً مزعجاً وغير لطيف في الناظر، الذي لا يكون قادرا على تحليل ردّ فعله عليها، ولكنه غريزياً سرعان ما يدرك ان شيئاً ما ليس صحيحاً تماماً. فالعضلات حول أعيننا والتي نستعملها للابتسامة الصادقة لا يمكن وضعها تحت السيطرة الشعوريّة الإراديّة للدماغ، لذا ففي حالة الابتسامة الزائفة فإن الشفتين وحدهما يمكنهما ان تكذبا، أما العضلات حول أعيننا فهي عضلات صادقة بريئة لا نستطيع توظيفها للمشاعر الكاذبة . صحيح ان الوجه الذي تعلوه الابتسامة يوحي بالثقة و الارتياح للآخرين، و بالمقابل فالوجه القاتم الذي تعلوه تكشيرة يسبّب مشاعر النفور و الاحباط لدى الناظرين…

لكن الابتسامة الحقيقيّة النابعة من القلب انّما هي ثمرة التواصل بين اشخاص تجمعهم الموّدة و المشاعر المنسجمة و التقارب في الافكار، لذلك فهي تزرع الفرح حتى لدى الغرباء اللذين لا تجمعنا بهم معرفة قديمة!

في المقابل، لا يمكنك اقناع الآخرين بصفاء قلبك، ان بادرتهم بإبتسامة مصطنعة و صفراء، لأن الوجه يتكلّم لغّة القلب و هي لّغة يتقنها الجميع مهما كان مستواهم الثقافي و الاجتماعي! لذلك ابتسم فقط عندما يكون ذلك مناسباً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى