يستخدم الباحثون برامج الكمبيوتر لتقييم أعمالهم ودراساتهم للدقة العالية لهذه البرامج، لكن دراسة جديدة تُحمل برنامج إكسل مسؤولية أخطاء إملائية في 20 بالمائة من الأبحاث العلمية المتعلقة بالجينات.
أفادت دراسة علمية جديدة بأن الإعدادات الأساسية في برنامج إكسل للعمليات الحسابية من شركة مايكروسوفت مسؤولة جزئيا عن الأخطاء الإملائية التي تحدث في 20 بالمائة من الأبحاث العلمية المتعلقة بالهندسة الوراثية والجينات. وتوصل فريق البحث من معهد بيكر لأمراض القلب والسكري في أستراليا إلى أن هذه الأخطاء ترجع إلى وظيفة التصحيح التلقائي في إكسل حيث يقوم البرنامج بتغيير أسماء الجينات من تلقاء نفسه. ونظرا لعدم إمكانية تعطيل هذه الخاصية بشكل دائم، فإن كثيرا من العلماء ينسون إعادة كتابة أسماء الجينات بشكل سليم قبل طباعة البحث، وبالتالي تحدث الأخطاء الإملائية.
وأوضح فريق البحث أن عملية المسح الإلكتروني لكبريات الدوريات العلمية المتخصصة في الهندسة الوراثية كشفت أن قرابة 20 في المائة من الأوراق العلمية المنشورة والمرفقة بقوائم من برنامج إكسل لأسماء الجينات المختلفة تحتوي على أخطاء كثيرة في أسماء الجينات.
أفاد الموقع الإلكتروني “ساينس أليرت” المتخصص في الأبحاث العلمية بأن فريق البحث فحص 35 ألف و175 ورقة إكسل من 3 آلاف و597 دراسة بحثية نشرت في 19 دورية علمية مختلفة خلال الفترة ما بين 2005 و2015 باستخدام برنامج خاص للتعرف على أي أخطاء في أسماء الجينات.
وتوصل الفريق إلى وجود أخطاء في 704 ورقة علمية من الأوراق التي تم إخضاعها للفحص. وأرجع الباحثون سبب حدوث هذه الأخطاء الإملائية إلى أن علماء الجينات يدخلون أعدادا كبيرة من أسماء الجينات على قوائم إكسل، ولكن البرنامج يقوم بتحويل هذه الرموز إلى تواريخ وأرقام غامضة حسب البيانات المسجلة لديه في وظيفة التصحيح التلقائي، وبالتالي يتحول اسم الجين “سيبت 2” أو “مارش 1” إلى “2 سيبت” في إشارة إلى الثاني من سبتمبر أو “1 مارش” في إشارة إلى الأول من مارس، على سبيل المثال. وأعرب الباحثون عن أملهم في نشر مزيد من الوعي بشأن هذه المشكلة بفضل هذه الدراسة حتى يستطيع علماء الهندسة الوراثية تفاديها في المستقبل عندما يعرفون أن نتاج أبحاثهم قد تهدر بسبب أخطاء إملائية يرتكبها برنامج إليكتروني.