توصلت دراسة حديثة إلى أن شكلاً جديداً من التحفيز الكهربائي قد يساعد على إصلاح التوصيلات المتعطلة في الدماغ نتيجة الإصابة بالسكتة، وهو ما من شأنه أن يساعد على علاج الشلل اليدوي الناجم عن ذلك.
ويشرح كبير الباحثين جيمي نوستون، الأستاذ المساعد للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل بكلية الطب بجامعة كيس ويستيرن ريسيرف الأمريكية، التجربة التي قاموا بها، فيقول: “استخدم المرضى اليد السليمة لمساعدة الدماغ على استعادة السيطرة على اليد المشلولة، وذلك عن طريق ارتداء قفاز مُجهز بحساسات في اليد السليمة، يرسل هذا القفاز إشارات كهربائية إلى الأقطاب المتصلة باليد المشلولة لتحفيز عضلاتها على محاكاة الحركة في اليد السليمة”.
يُذكر بأن الباحثين طلبوا من المرضى التفكير بتحريك كلتا اليدين في نفس الوقت، وهو ما أجبر اليد المشلولة على الاستجابة للإشارات الكهربائية ومحاكاة الحركة في اليد السليمة.
يقول نوستون: “إننا نعمل بذلك على تدريب الدماغ، حيث يتزامن التحفيز الكهربائي مع محاولة الدماغ لتحريك اليد المشلولة، وهو ما يساعد الدماغ على استعادة السيطرة على اليد بما يشبه الحركة الالتفافية”.
ويُضيف نوستون: “لقد سبق استخدام التحفيز الكهربائي من قبل لاستعادة الحركة في الأيدي المشلولة، إلا أن ذلك كان يتم عبر جهاز تحفيز كهربائي دون أي تدخل من المريض”.
قام نوستون وفريق بحثه باختبار الجهاز الجديد في تجربة سريرية على 80 ناجياً من السكتة الدماغية.
في الأسابيع الاثني عشر الأولى، خضع نصف المشاركون إلى تحفيز كهربائي باستخدام الطريقة العلاجية الحديثة، في حين استخدم النصف الآخر جهاز التحفيز الكهربائي التقليدي.
ثم استخدم أفراد كلتا المجموعتين أجهزة التحفيز الكهربائية لمدة عشرة أسابيع في منازلهم، كما خضعوا لعلاج فيزيائي في اليد لمدة ثلاث ساعات أسبوعياً.
وقبل البدء بالمعالجة، كان المرضى قد خضعوا لاختبار معياري لقياس مهارتهم في استخدام اليد، يشمل حمل بعض الأثقال الخفيفة وتحريك بعض الأجسام لمسافات قصيرة. وقد أظهرت التجربة أن المرضى الذين خضعوا للعلاج الجديد قد أظهروا تحسناً أكبر من المرضى الذين خضعوا للعلاج التقليدي، وخاصةً المرضى الذين حصلوا على العلاج في غضون سنتين من إصابتهم بالسكتة الدماغية.
وفي نهاية التجربة، وجد الباحثون بأن ما نسبته 97 في المائة من المرضى الذين خضعوا للعلاج الجديد قد شعروا بأنهم أكثر قدرة على استخدام يدهم مما كان عليه الأمر قبل الخضوع للعلاج.
يقول نوستون بأنه لا بد من إجراء المزيد من المتابعات لهؤلاء المرضى قبل اعتماد التقنية الحديثة من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وهو ما قد بدأ الباحثون به فعلاً بانتظار النتائج النهائية التي ستتمخض عنها هذه المتابعات.
جرى نشر نتائج الدراسة في عدد أكتوبر من مجلة السكتة الدماغية Stroke.
هيلث داي نيوز