ها قد مضى الصيف، وبدأ الأهالي بتحضير أطفالهم للدخول في عام دراسي جديد، تُشكل عودة التلاميذ إلى المدارس نقطة تحول في نمط حياتهم الذي اعتادوا عليه لبضعة أشهر، فبينما كانوا يمضون وقتهم باللعب والنوم، أصبح من المتوجب عليهم الاستيقاظ باكراً والانطلاق مسرعين إلى المدرسة للوصول قبل بداية الدوام.
نقدم في هذا المقال جُملةً من النصائح التي تخص عودة الأطفال والمراهقين إلى مدارسهم، نأمل أن تجدوا فيها كل الفائدة.
أولاً – تنظيم أوقات النوم:
- البدء فوراً بتنظيم عدد ساعات ومواعيد النوم والاستيقاظ، وعدم الانتظار حتى يحين موعد الدوام في المدرسة لفعل ذلك. حيث إن النوم بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً والاستيقاظ باكراً في اليوم التالي للذهاب إلى المدرسة سوف يجعل من ذلك اليوم شاقاً ومتعباً، كما إن النوم باكراً قد يكون أمراً صعباً إن لم يعتد الطفل عليه مسبقاً.
- تجنب الأضواء الساطعة ليلاً، ويشمل ذلك ضوء الهاتف المحمول والتلفاز والحاسب الآلي وأية أضواء ساطعة أخرى، وخاصةً قبل وقت النوم وفي أثناء الاستلقاء على السرير. وإذا كان الضوء يتسرب إلى غرفة النوم من الغرف المجاورة أو من الشارع المجاور للمنزل، فينبغي تركيب ستائر داكنة على النوافذ.
- تجنب تناول المشروبات الحاوية على الكافيين، وتجنب الوجبات الدسمة المتأخرة، فقد أظهرت الدراسات المختلفة بأن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة تؤثر سلباً في جودة النوم، وإن الأطعمة الغنية بالألياف والفقيرة بالدهون المشبعة تشكل خياراً أفضل.
- الحرص على توفير الهدوء مع حلول وقت النوم، ويمكن استخدام سدادات أذنين، أو استخدام مصدر ضجيج رتيب (مثل صوت مكيف أو تشويش مذياع منخفض) للمساعدة على النوم.
- تدوين كل الأسباب التي قد تؤدي إلى الأرق على ورقة خارجية، ويساعد هذا الإجراء على تحديد تلك العوامل بصورة دقيقة، بهدف مناقشتها أو إيجاد الحلول لها.
ثانياً – اختيار حقيبة المدرسة:
- إن اختيار حقيبة مدرسية غير مناسبة أو استخدامها بصورة غير صحيحة قد يؤدي إلى مشاكل في عضلات الطفل أو مفاصله أو رقبته أو كتفيه، بالإضافة إلى مشاكل في هيكله العظمي.
- ينبغي اختيار حقيبة ظهر للطفل مناسبة من حيث الحجم وخفيفة الوزن، وأن تكون مزودة بحزامي كتف عريضين ومبطنين بصورة جيدة، وأن تكون مؤخرتها مبطنة جيداً، وأن تكون الحقيبة مزودة بحزام للخصر. ويمكن أيضاً استخدام الحقائب التي تُجر بدواليب وخاصةً إذا كانت الكتب التي يحملها الطفل ثقيلة، إلا أنه قد يكون من الصعب استخدامها في ظروف المطر، كما إن الطفل سيضطر لحملها عند صعود السلالم.
- عند استخدام حقائب الظهر، ينبغي على الطفل تعليقها على كتفيه بوساطة كلا الحزامين وأن يشدها جيداً بحيث تلتصق بجسده وأن ترتفع عن الخصر بحدود 5 سم.
- ينبغي على الآباء التأكد من أن وزن الحقيبة مع الكتب فيها لا يزيد عن 10 إلى 20 في المائة من وزن الطفل، وأن يتم وضع الكتب والأدوات المدرسية في وسط الحقيبة، وليس في أحد طرفيها.
- ينبغي إرشاد الأطفال إلى ثني الركبتين عند رفع حقيبة ثقيلة، وعدم ثني الظهر من الخصر. ويُنصح أيضاً بتدريب الأطفال على تمارين تقوية الظهر، لأنها تساعدهم على حمل ثقل أكبر.
- وينبغي على الطفل تجنب حمل جميع كتبه سويةً ما أمكن ذلك، وأن يستعيض عن هذا الإجراء بوضع بعض الكتب في خزانة الصف أو المدرسة وحمل الكتب والدفاتر الضرورية فقط.
ثالثاً – وجبات الطعام الصحية:
- إن مشاركة الطفل في إعداد وتحضير وجبته الطعامية بالمدرسة سوف يشجعه على تناولها.
- يُنصح بعرض قائمة من الأطعمة الصحية على الطفل لكي يختار بينها، مثل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
- تحضير قائمة بالوجبات الأسبوعية، وتسوقها في بداية الأسبوع. فمن شأن ذلك أن يُقلل من زمن تحضير الوجبات.
- تجهيز تشكيلة منوعة من الخضار والفواكه، وخاصة الأنواع التي يسهل تناولها ووضعها في حقيبة الطفل، مثل التفاح والجزر. ومن الأفضل دائماً تحضير الوجبة في الليل بدلاً من تحضيرها في الصباح.
- الاستغناء عن العصائر واستبدالها بالماء النقي. حيث أن العصائر تحتوي على كمية من السكر أكبر من تلك التي يحتاجها الطفل يومياً، وهو ما من شأنه أن يزيد من احتمال إصابة أسنانه بالنخر. فضلاً عن أن السكريات تزيد من احتمال شعور الطفل بالنعاس الشديد بعد الظهر مما يؤدي إلى عدم تركيزه على الدروس والوظائف.
- على الرغم من أن الطعام المُحضر في المنزل هو الأفضل دائماً، إلا أنه يمكن السماح للطفل بشراء بعض الأطعمة من مطعم المدرسة إذا كانت تتوفر فيه أصناف صحية، مثل الفواكه ومنتجات الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
- لا داعي للمبالغة في الحرص على تنوع الوجبات، فمن الجيد أن تحرص الأم على تقديم وجبات متنوعة للطفل كي لا يشعر بالملل منها، إلا أن ذلك ليس شرطاً لازماً، ولا مانع من تقديم نفس الوجبة للطفل كل يوم إذا كانت صحية وممتعة له.
رابعاً – صحة الأسنان:
- حجز موعد مع طبيب الأسنان قبل وقتٍ كافٍ، لتجنب الازدحام في العيادة قبل أيام قليلة من بدء الدوام المدرسي.
- تدريب الأطفال على تفريش أسنانهم مرتين في اليوم على الأقل، وتنظيف المسافات بين الأسنان بالخيوط الخاصة مرة واحدة على الأقل يومياً، والإشراف على الطفل الذي يزيد عمره عن ست سنوات، ومساعدة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات للقيام بذلك.
- اختيار موعد زيارة طبيب الأسنان عندما يكون الطفل في أوج نشاطه، وتجنب الموعد قُبيل وقت نوم الطفل أو في وقت قيلولته أو عندما يكون متعباً.
- عند الرغبة بحجز موعد لأكثر من طفل لزيارة طبيب الأسنان، فيجب أن يدخل أولاً الطفل الأكثر شجاعة وخبرة، لكي يُقدم نموذجاً يُحتذى لباقي الأطفال.
- التأكد من تناول الطفل لوجبة خفيفة قبل موعد زيارة الطبيب، حيث إن الإفراط في تناول الطعام قد يدفع الطفل للتقيؤ عند إدخال الأدوات في فمه.
- تفريش أسنان الطفل جيداً قبل زيارة طبيب الأسنان.
- ينبغي على الأهل عدم الشعور بالتوتر أو القلق، أو على الأقل عدم إظهار ذلك للطفل. كما ينبغي على الأهل تشجيع الطفل على سؤال الطبيب حول أية استفسارات أو أسئلة تدور في ذهنه. وإذا شعر الطفل بألم أو خوف فينبغي تهدئته بمساعدة وإشراف طبيب الأسنان.
خامساً – صحة العينين:
- يتلقى الأطفال ما يقرب من 80 في المائة من معارفهم في سنواتهم الإثني عشر الأولى عن طريق أبصارهم. ولذلك، ينصح الخبراءُ الأهلَ بإجراء فحصٍ عينيٍّ للطفل قبل عودته إلى المدرسة للتأكد من أن كل شيءٍ على ما يرام، وقد تكون النظارة أهم شيء ينبغي على الأهل التأكد من حاجة الطفل إليه قبل عودته إلى المدرسة.
- قد يواجه الأهل مشكلة في اكتشاف خلل الرؤية عند الطفل، إذ إن الطفل الذي يعاني من اضطرب في إحدى عينيه فقط قد لا تبدو عليه أي مشكلة، في حين أن الواقع ليس كذلك. أما إذا كان الطفل يعاني من اضطراب في كلتا عينيه فقد يواجه صعوبات حقيقية في التعلم، وقد تصبح تلك الاضطرابات دائمة في حال عدم معالجتها بشكل صحيح.
- من علامات وجود مشكلة في بصر الطفل: الحَوَل في إحدى أو كلتا عيني الطفل، أو إذا بدا بأن الطفل يُدير رأسه أو يحرفه عند النظر إلى الأشياء، أو أنه يحاول النظر إلى الأشياء مع إغلاق إحدى عينيه، أو يُعدل وضعيته كي يتمكن من النظر بصورة جيدة.
- من العلامات الثانوية لوجود مشكلة في الرؤية عند الطفل: فقدانه الاهتمام بممارسة النشاطات المختلفة. فالأطفال الذين يعانون من تغيم الرؤية سريعاً ما يفقدون الرغبة بممارسة النشاطات المختلفة لأنهم لا يستطيعون القيام بها بشكل جيد. ومن الأدلة أيضاً تراجع الأداء المدرسي للطفل، وفي هذه الحالة يجب طلب مساعدة أستاذ أو أستاذة الطفل في المدرسة لكي يراقبه جيداً ويحاول معرفة ما إذا كان تراجعه الدراسي ناجماً عن خلل في الرؤية أو لا.
سادساً – على الطريق إلى المدرسة:
- ينبغي على الأهالي التأكد من وسائل الأمان والراحة المتوفرة في الباص الذي يُقل الأطفال إلى المدرسة، وإبلاغ إدارة المدرسة عن أي إهمال أو تقصير من سائق الباص.
- يُعد مشي الطفل إلى المدرسة طريقةً جيدةً جداً لتنشيط الجسد وممارسة التمارين، إلا أنه ينبغي وضع اعتبار سلامة وصحة الطفل في المقام الأول.
- التأكد من أن الأطفال يستخدمون الرصيف ولا يقطعون الشارع إلا من المكان المخصص للمشاة.
- عدم السماح للطفل بالذهاب إلى المدرسة سيراً على الأقدام في ظروف الطقس الحار أو البارد جداً.
- عدم السماح للطفل باستخدام جهاز الهاتف المحمول أو الجهاز اللوحي في أثناء المشي.
- اتخاذ المزيد من الحيطة عندما يكون الطفل صغيراً أو غير قادر على تقدير المسافات أو سرعة المركبات، أو لا يفقه قوانين السير.
سابعاً – نصائح عامة:
- ينبغي تشجيع الطفل على ممارسة 60 دقيقة من التمارين الرياضية يومياً على الأقل.
- ينبغي على الآباء الرفق بأطفالهم وعدم الإفراط في تأنيبهم عند ظهور أية مؤشرات لتراجعهم في الدراسة، فقد أظهرت دراسة حديثة بأن الآباء الذين يفرطون في مراقبة أداء أطفالهم المدرسي ويحثونهم باستمرار على المذاكرة بجد لنيل علاماتٍ عالية، قد يُسببون لأبنائهم القلق أو الاكتئاب أو غير ذلك من مظاهر الاضطرابات النفسية.
- ينبغي أن يحرص الآباء على مناقشة أطفالهم في كل ما يخص شؤون المدرسة، وتحري ما إذا كان الطفل يشعر بالقلق أو الانزعاج من شيء ما، والتعاون مع الأساتذة في المدرسة على حل أية مشكلة.
ما هي الأمراض التي قد تصيب طفلك في المدرسة
كثير من الأمراض تظهر بشكل دوري، وتصيب خصوصا الأطفال مع بداية العام الدراسي. ويمكن القول إن البيئة المدرسية تزيد الإصابات بالمرض؛ نتيجة وجود الأطفال في مجموعات كبيرة بها، يتعرضون خلالها للعديد من مسببات المرض من جراثيم وغيرها من مقومات العدوى.
وحسب مجلة بلسم/ مجلة الهلال الأحمر الفلسطيني، تتنوع الأمراض مع بداية الفصل الدراسي ما بين الأمراض الفيروسية والفطرية والطفيلية. فالقوباء والوحمات الراشحة الشائعة، والإصابة بالجدري المائي، تعد من أكثر الأمراض انتشارا بين طلاب المدارس؛ إذ تتنوع أعراضها بين بقع حمراء، تتطور إلى حوصلة، ثم إلى بثور سوداء. وبطبيعة الحال، تختلف درجة الإصابة من طفل إلى آخر، حسب قوة العدوى وتناوله للتطعيمات.
أما الأمراض الطفيلية التي تصيب الطلبة، فتتنوع بين الجرب والقمل، وهما من أكثر الأمراض في المدارس، وعندها يجب عزل المصاب من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع حتى يتم الشفاء. وترتفع الإصابة بالأمراض الفطرية، مثل “التنيا”، وهو من الأمراض المنتشرة بين الأطفال، والتي تصيب الشعر والجلد ثم الجسد.
أمراض العيون
ومن أهم أمراض العين التي تحدث في المدارس التهاب الملتحمة الوبائي، الذي يحدث من التهاب الملتحمة عن فيروس أو جرثوم (بكتيريا)، أو مسببات حساسية، ويتمثل هذا الوباء بالتهاب الملتحمة وانتفاخها، ويكون من أهم عوارض التهاب الملتحمة الوبائي الانزعاج من الضوء أو الشمس، احمرار العين، انتفاخ الجفن، تدميع العين، شعور بالحكة أو بحريق في العينين مع إفرازات صفراء أو خضراء، حكاك في الأنف، عطاس، ألم في الحنجرة، تضخم الغدد اللمفاوية في منطقة الأذن، وتنتقل العدوى من الأيدي إلى العين في حال كانت الأيدي ملوثة بالفيروس، ويمكن للأيدي أن تصبح ملوثة في حال لامست دموع أو إفرازات شخص مصاب عن طريق المصافحة أو ملامسة أسطح ملوثة بالعدوى أو إفرازات عين شخص مصاب، وتكون مدة حضانة الفيروس من يوم إلى عشرة أيام.
الوقاية
وينصح التلاميذ بغسل اليدين بالصابون والمياه الفاترة تكرارا، وعدم مشاركة الأغراض والأدوات الشخصية والمناشف والأغطية والأدوات المدرسية وغيرها مع الآخرين، وبخاصة المرضى منهم، وتجنب لمس أو فرك العينين، وغسل اليدين بعد الاختلاط بشخص مصاب، أو لمس أي غرض من أغراضه، وشدد على ضرورة استشارة طبيب مختص في طب العين عند شعور الطفل بألم شديد، أو اشتداد الورم، أو وجود إفرازات خضراء، أو وجود ضعف في البصر.
إصابات الأذن
من بين الأمراض التي تنتشر عند الأطفال في المدارس إصابة الأذن، التي ينتج عنها ضعف في السمع وعدم توازن الجسم، ويعدّ ضعف السمع من الأمراض الشائعة بين الأطفال، التي يكون لها تأثير سلبي على الطفل في تحصيله الدراسي، وبالتبعية في تكوينه العقلي واللغوي. ما يتسبب بالتأثير سلبا في التطور اللغوي لديه؛ إذ لا يمكن أن يحدث هذا التطور بشكل سليم إلا إذا تمتع الطفل بحاسة سمع سليمة.
وكي يتم تدارك الأمر وضمان تطور لغوي سليم لدى الطفل، لا بد من اكتشاف مثل هذه الاضطرابات بشكل مبكر، وعلاجها في الوقت المناسب. وهناك ثلاثة أنواع من ضعف السمع، حسب مكان الإصابة بالأذن، منها ضعف السمع التوصيلي، وهي مشكلة تصيب الأذن الخارجية أو الوسطى، ومن الأسباب الشائعة لهذا النوع انسداد الأذن بالشمع، وارتشاح مائي خلف طبلة الأذن، والتهابات صديدية بالأذن الوسطى، وتيبس عظمة الركاب. أما النوع الثاني، فهو ضعف السمع الحسي العصبي، وينتج عادة من مشكلة تصيب الأذن الداخلية والعصب السمعي، ويقتضي تأهيل الأشخاص بتزويدهم بسماعات طبية، ومن الأسباب الشائعة لهذا النوع العوامل الوراثية نتيجة زواج الأقارب، زيادة نسبة المادة الصفراء (البيليروبي) للمولود لمدة طويلة، تعرض الطفل لالتهاب الغدة النكفية، التعرض للضوضاء لفترة طويلة، ومرضى السكري، والفشل الكبدي والكلوي. والنوع الثالث هو ضعف السمع المزدوج، ويعد مزيجا من النوعين السابقين.
وهناك عدة أعراض تنذر بإصابة الأذن عند الأطفال، وهي عدم القدرة على السماع بصوره جيدة، ألم في منطقه الأذن، إفرازات من الأذن، ارتفاع درجات الحرارة، الشعور بالدوار، التعب والضعف العام، سيلان من الأنف أحيانا، احتقان الجيوب الأنفية أحيانا، صداع القيء والغثيان والإسهال في بعض الأحيان، حدوث طنين الأذن، أو تصلب وألم في الرقبة.