تُركز معظم برامج الوقاية من البدانة الخاصة بالأطفال على حساب السعرات الحرارية وممارسة التمارين الرياضية، إلا أن إحدى خبيرات الصحة تمتلك مقاربة مختلفة للموضوع تُطلق عليها اسم تناول الطعام باعتدال أو بمسؤولية mindful eating. تقول الدكتورة لينا ليو، اختصاصية طب الأطفال بمستشفى سياتل: “تساعدنا هذه المقاربة على التركيز على مسألتي الجوع والشبع، بالإضافة إلى مختلف الروابط العاطفية والاجتماعية التي تؤثر في تناول الطعام”.
وتُضيف: “تركز طريقة تناول الطعام باعتدال على الإيجابيات وليس السلبيات، وتتطلب التفكير في الدافع لتناول الطعام وتوقيت ذلك، وهو ما يعكس الارتباط العاطفي مع تناول الطعام. فعلى سبيل المثال، هل يجنح المراهق لتناول الطعام مع تزايد الضغوط النفسية؟ أو هل يذهب إلى المطبخ بحثاً عن الطعام في أثناء الفواصل الإعلانية عند مشاهدة التلفاز؟”.
وتؤكد ليو على أن فهم سلوك أفراد الأسرة بشأن عادات الطعام تساعد على ابتكار طرق جديدة لتدبير رغبة الأطفال بتناول الطعام عندما لا يكونون جائعين حقاً.
وتقول ليو بأن الجوع يُولد رغبة تدريجية في تناول الطعام، أما الرغبة الجامحة والمفاجئة لتناول الطعام فغالباً ما تكون ناجمةً عن سبب عاطفي، ومن الضروري التفريق بين كل من هاتين الرغبتين لمعرفة كيفية التعامل الأنسب معها.
وتقدم ليو المزيد من النصائح في هذا الصدد، فتوصي بالنظر إلى الطعام كحاجة جسدية فيزيولوجية، وليس كحاجة عاطفية، وتعليم الأطفال بأن الغذاء هو مصدر الطاقة الضرورية للتعلم واللعب والنمو، فمن شأن ذلك أن يعزز الخيارات الصحية لديهم.
كما إن تناول الطعام بصحبة أفراد العائلة وتبادل أطراف الحديث في أثناء ذلك يساعد الجميع على الأكل بسرعة أبطأ ومراقبة ما يأكلون.
وتؤكد ليو على ضرورة إشراك الأطفال في مسؤولية بناء علاقة صحية بينهم وبين تناول الطعام. فيقوم الآباء بتزويد الأطفال بطعام وشراب صحي في أوقات محددة، ويقرر الطفل ما إذا كان سيأكل أو لا، إذ إن حاجات الطفل وأنماط طعامه تتبدل مع نموه.
وتختم ليو بالقول إن تناول الطعام بمسؤولية واعتدال هو جزء من النظام الغذائي الصحي الذي يساعد على وقاية المراهقين من البدانة وأضرارها السلبية، كما إنه يساعد على سد الثغرة بين العادات الاجتماعية المرتبطة بتناول الطعام والطرق الحديثة في التحكم بالوزن”.
هيلث داي نيوز