علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: أدلَّة جديدة تشير إلى العلاقة بين البدانة وسرطان الكبِد

أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ كِبَر مُحيط الخصر وارتِفاع مُؤشِّر كتلة الجسم والسكَّري من النَّوع الثاني، هي عوامل قد تزيد من خطر إصابة الإنسان بسرطان الكبِد. قال مُساعد مُعدّ الدراسة بيتر كامبل، المدير الاستراتيجيّ لأبحاث سرطان الجهاز الهضميّ لدى الجمعية الأمريكيَّة للسرطان: “وجدنا أنَّ هذه العوامل ترافقت بشكلٍ قويٍّ مع خطر سرطان الكبِد”.

“تضاعفت مُعدَّلات سرطان الكبد إلى ثلاث مرَّات في الوِلايات المتَّحِدة منذ مُنتصَف سبعينيَّات القرن الماضي، ناهيك عن المآل السيء للمرضى الذين شُخِّصت إصابتهم بهذا السرطان”.

تفحَّصَ الباحِثون بياناتٍ لحوالي 1.57 مليون بالِغ اشتملتهم 14 دراسة، وصُمِّمت تلك الدراسات للبحث عن ارتِباطٍ بين البدانة والسكَّري من النوع الثاني وسرطان الكبِد، ولم يكن أيّ من المشاركين يُعاني من السرطان في بِداية الدراسة.

وجدَ الباحثون أنَّه مع مُرور الزَّمن، شُخِّصت إصابة 6.5 في المائة من المشارِكين بالسكَّري من النَّوع الثاني، وهو مرض يرتبِطُ بالبدانة، وأُصِيب أكثر من 2100 مُشاركٍ بسرطان الكبِد.

قارنَ الباحِثون بين مُعدَّلات سرطان الكبِد عند الذين كانوا بدينين ويُعانون من السكَّري والذين كانوا بدينين ولكن لم يُعانوا من السكَّري، ووجدوا أنَّ مرضى السكَّري من النَّوع الثاني كانوا أكثر ميلاً بحوالي 2.6 من المرَّات لأن تُشخَّصَ إصابتهم بسرطان الكبِد؛ وبقيت هذه النتائج صحيحة حتى من بعد أن أخذ الباحِثون في اعتِبارهم عوامِل خطر أخرى، مثل مُعاقرة الخمرة والتدخين والعِرق.

قالَ الباحِثون إنَّه كلما ارتفع مُؤشِّر كتلة الجسم عند المشاركين، ازداد خطر إصابتهم بسرطان الكبِد، كما وجدوا أيضاً زيادةً بنسبة 8 في المائة في خطر هذا السرطان لكل 5 سنتمتراتٍ زائِدةٍ في مُحيط الخصر.

قالَ كامبل: “تدعم نتائجنا فكرة أنَّ سرطان الكبِد هُو واحِد من أنواع السرطان التي تترافق مع البدانة، وهذا بحدّ ذاته سبب آخر للحِفاظ على وزنٍ صحِّي للبدن بحيث يتوافق مع الطول الطبيعيّ للجسم”.

قالَ الباحِثون إنَّ حوالي 8 بالغين من كل 100 ألف بالِغٍ في الولايات المتَّحدة سيُصابون بسرطان الكبد في مرحلةٍ مُعيَّنة من الحياة.

وجدت الدراسة ارتِباطاً بين البدانة وسرطان الكبد ولكنَّها لم تُبرهِن على علاقة سببٍ ونتيجةٍ، ولكن قال الباحِثون إنَّها تدعم نتائج دراساتٍ سابِقةٍ أشارت إلى أنَّ البدانة والسكَّري قد يُسهِمان في ما لُوحِظ خلال السنوات الأخيرة من زِيادةٍ في مُعدَّلات هذا السرطان.

قالَ كامبل: “لا يتعلَّق سرطان الكبِد بمُجرَّد الإفراط في مُعاقرة الخمرة والعدوى بفيروس التهاب الكبد، فبالنسبة إلى البالغين الذين يُعانون من السكَّري من النوع الثاني، يصل خطر إصابتهم بسرطان الكبد إلى أكثر من الضعف بالمقارنة مع الذين لا يُعانون من السكَّري من النوع الثاني”.

قالت كاثرين ماكغلين، من المعهد القومي الأمريكي للسرطان: “هذه النتائج مهمَّة من منظور مسائل الصحَّة العامَّة، لأنَّ البدانة والسكَّري من الحالات الشائعة جداً، ولا ريب في أنَّهما اكثر انتشاراً من العوامل الأخرى التي تترافق مع سرطان الكبِد، مثل فيروس التِهاب الكبد B أو C”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى