تُعد الستاتينات من أكثر الأدوية شيوعاً حول العالم، إذ تُشير إحصائيات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC إلى أن ما نسبته 25 في المائة من الأمريكيين الذين تجاوزوا الأربعين من العمر يتناولون الستاتينات. يمكن للستاتينات أن تتداخل مع غيرها من أدوية القلب، إلا أن هذه المشكلة يمكن تجنبها، بحسب تقرير جديد للرابطة الأمريكية لطب القلب.
تقول الرابطة الأمريكية لطب القلب إن الستاتينات تُوصف للأشخاص الذين يعانون من انسداد في الشرايين أو يواجهون خطر الإصابة بذلك، ما يعني بأنهم يتناولون غالباً أدويةً قلبية أخرى.
تقول باربارا ويجينز، اختصاصية الصيدلة السريرية بجامعة ساوث كارولاينا الأمريكية، والمعدة الرئيسية للتقرير الحديث الصادر عن رابطة طب القلب الأمريكية: “غالباً ما تفوق فوائد هذه المشاركات الدوائية مخاطرها المحتملة، ولكن ذلك لا يعفي الأطباء من مسؤولية معرفة تداخلاتها الدوائية”.
وبحسب الرابطة الأمريكية لطب القلب، فيمكن لجميع أدوية القلب المُدرجة ضمن التقرير الحديث الصادر في السابع عشر من شهر أكتوبر الحالي أن تتداخل مع الستاتينات، وتتضمن الأدوية التالية:
– أدوية الكولسترول الأخرى التي تُسمّى فيبريتس fibrates، وخاصة دواء جيمفيبروسيل gemfibrozil (الاسم التجاري لوبيد Lopid).
– أدوية ارتفاع ضغط الدم التي تُسمى حاصرات قناة الكالسيوم، والتي تتضمن أملوديبين amlodipine (الاسم التجاري نورفاسك Norvasc)، فيرباميل verpamil (الأسماء التجارية كالان Calan، كوفيرا Covera-HS)
– مانعات تخثر الدم، مثل الوارفارين warfarin (الاسم التجاري كوماديين Coumadin) و تيكاغريلور ticagrelor (الاسم التجاري بريلينتا Brilinta).
– الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب النظم القلبي، مثل أميودارون amiodarone (الاسم التجاري كوردارون Cordarone، باسيرون Pacerone) دروندارون dronedarone (الاسم التجاري مولتاك Multaq) والديجوكسين digoxin (الاسم التجاري دايجوكس Digox، لانوكسين Lanoxin).
– أدوية فشل القلب، مثل إيفابرادين ivabradine (الاسم التجاري كورلانور Corlanor)، و ساكوبيتريل/فالسارتان sacubitril/valsartan (الاسم التجاري إنترستو Entresto).
وبحسب ويجنز، فإن الشيء الأكثر أهمية هو أن هذه الأدوية تزيد من مستويات الستاتينات في الدم، مما يزيد من آثارها الجانبية العضلية.
يمكن للستاتينات أن تلحق ضرراً بالنسيج العضلي، والتسبب بوهن عضلي أو ألم. وفي حالات نادرة، قد تتطور لدى المرضى حالات أشد تُدعى انحلال الربيدات rhabdomyolosis، حيث يتفكك النسيج العضلي وتتأذى الكلى.
وبحسب الرابطة الأمريكية لطب القلب، فهناك عواقب أخرى للتداخلات الدوائية للستاتينات، مثل رفع تراكيز الأدوية المانعة لتخثر الدم مثل الوارفارين، مما يزيد من خطر الإصابة بالنزف.
وفي المقابل، فإن العديد من التداخلات الدوائية بين الستاتينات وأدوية القلب تكون بسيطة، ويمكن عكسها ببساطة عن طريق تقليل جرعة الستاتينات.
ويذكر تقرير الرابطة الأمريكية لطب القلب بعض المشاركات الدوائية التي ينبغي تجنبها بشكل كامل، مثل المشاركة بين دواء لوفاستاتين lovastatin (الاسم التجاري ميفاكور Mevacor) أو سيمفاستاتين simvastatin (الاسم التجاري زوكور Zocor) أو برافاستاتين pravastatin (الاسم التجاري برافاكول Pravachol) مع دواء جيمفيبروزيل gemfibrozil (دواء لخفض الكولسترول من زمرة الفيبريتس fibrates)، لأن هذه المشاركة قد تزيد من خطر الوهن العضلي، وفي حال الضرورة لإجراء هذه المشاركة، فيمكن الاستعاضة عن جيمفيبروزيل بدواء آخر يُدعى فينوفيبريت fenofibrate.
ومن النقاط الهامة التي أشارت إليها وينجز في تقرير الرابطة الأمريكية لطب القلب، أن التأثيرات الجانبية قد تظهر بشكل متأخر بعد حين من البدء بأخذ الدواء. فإذا عانى المريض من تبدل في الوظيفة الكلوية مع مرور الزمن، فقد يعود ذلك إلى الآثار الجانبية للتداخلات الدوائية.
وتنصح وينجز جميع المرضى باستشارة الأطباء عند الشكوى من أية أعراض جديدة، مثل الوهن العضلي أو الألم العضلي، والتي قد تعود إلى تناول الستاتينات أو الأدوية الأخرى.