علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: الاستجابة المناعية تجاه أشكال العدوى أقوى لدى الأمريكيين السود

أفاد باحثون بأنه واستناداً لتجاربهم المخبرية، فإن خلايا الأشخاص الأمريكيين الذين ينتمون للعرق الأسود تُبدي استجابة أقوى تجاه أشكال العدوى المختلفة، وذلك بالمقارنة مع أقرانهم الأمريكيين من أصول أوربية.

وبحسب الباحثين، فإن هذه الاستجابة القوية قد تكون عامل ضعف لدى الأمريكيين السود، فمن المحتمل أنها تعلب دوراً في زيادة خطر إصابتهم بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الجهاز المناعي الالتهابية. ويقول الباحثون أيضاً بأن نتائج الدراسة قد تساعد على ابتكار علاجات جديدة من شأنها تقليل خطر إصابة الأمريكيين الأفارقة بالأمراض المزمنة.

يقول المعد الرئيسي للدراسة لويس باريرو، الأستاذ المساعد بقسم طب الأطفال بجامعة مونتريال الكندية: “لقد كانت قوة الاستجابة المناعية مرتبطة بشكل مباشر بنسبة الجينات المشتقة من أصول أفريقية. وكلما كان الشخص يمتلك جينات أفريقية أكثر في صيغته الوراثية كلما كانت استجابته المناعية تجاه العدوى أقوى”.

وبحسب الباحثين، فإن الاستجابة المناعية القوية تستخدم الالتهاب لمهاجمة العدوى ومكافحتها. إلا أن زيادة مستوى الالتهاب قد تُسبب الإصابة بارتفاع مزمن في ضغط الدم، وتؤثر سلباً في الأعضاء النبيلة مثل القلب، وتزيد عُرضة الشخص للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمامية وداء كرون.

يقول باريرو: “تستجيب الأجهزة المناعية للأمريكيين الأفارقة بشكل مختلف عن أقرانهم من العرق الأبيض، ولكن لا يمكننا الجزم بأن ذلك أفضل لأن له عواقب سلبية أيضاً”.

قام بايريرو وزملاؤه من عدة جامعات أمريكية بإجراء دراستهم على عينات الدم المأخوذة من 175 مواطناً أمريكياً، كان ينتمي 80 في المائة منهم إلى أعراق أفريقية. ثم قام الباحثون بنقل عدوى الليستريا والسالمونيلا إلى كريات بيضاء من هذه العينات الدموية لمشاهدة ردة فعل الخلايا المناعية.

وجد الباحثون أنه بعد 24 ساعة من نقل العدوى تمكنت الكريات البيض التي تنتمي لعينات دموية مأخوذة من الأمريكيين السود من قتل البكتريا بسرعة تفوق سرعة نظيرتها عند الأمريكيين البيض بثلاثة أضعاف.

يقول باريرو بأن الفوارق الجينية بين البيض والسود قد تعود إلى التطور والاصطفاء الطبيعي. وقد استطاع العلماء تحديد آلاف الجينات التي تُظهر فوارق عرقية في الاستجابة الجينية تجاه العدوى.

ويُضيف: “لأول مرة نستطيع تحديد ما هي الجينات والعمليات المختلفة بين أفراد كلا العِرقين، وقد تمكنا أيضاً من تحديد أصول الاختلاف الجيني بين الكثير من هذه الفوارق”.

جرى نشر الدراسة في العشرين من شهر أكتوبر الحالي في مجلة علم الخلية Cell.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى