علوم وتكنولوجيا

هل الشوكولاتة مفيدةً حقاً لصحَّة الإنسان؟

قالَ باحِثون إنَّهم تفحَّصوا نتائِج عدَّة دراساتٍ سابِقة ووجدوا أنَّ الكاكاو الموجود في الشوكولاتة قد يكون جيِّداً لصحَّة الإنسان في الواقِع، ولكنَّهم حذَّروا من أنَّ تأثيرَ تناوُل الشوكولاتة بشكلٍ يوميّ، ليس واضِحاً بالرغم من منافعها.

كما أضاف الباحِثون أيضاً أنَّه يصعُب وضع توصياتٍ حول الكميَّة الدَّقيقة التي يُمكن استهلاكها من الشوكولاتة، وما هي الأنواع التي تُؤمِّن المنافع بحيث تفوق تأثيراتها غير الصحيَّة.

قالت معدَّة الدراسة زياوتشن لين، من جامعة براون في بروفيدنس/رود آيلاند: “مهما كان الأمر، يجب ألّا نتجاهل السعرات الحراريَّة والسكَّر في الشوكولاتة عند المقارنة بين منافع وأضرار استهلاكها”.

قالَ الباحِثون إنَّ المسألة تتعلَّق بما يُعرف بشكلٍ عام عن التأثيرات الصحيَّة للفلافانولات flavanols، وهي من مكوِّنات الكاكاو الموجود في الشوكولاتة، في القلب والأوعية وعملية الأيض؛ ولذلك تفحَّصوا نتائج 19 دراسة بمجموعاتِ مُقارنة اشتملت على حوالي 1131 مُشارِكاً تناولوا الفلافانولات في الشوكولاتة أو دواءً وهمياً.

طُلِب من المشاركين استهلاك الفلافانولات على شكل طعام أو شراب، وذلك بكمية 166 ميليغراماً في اليوم كحدٍّ أدنى، أو 2110 ميليغراماً في اليوم كحدٍّ أقصى؛ واستهلكوا هذه المادَّة لأسبوعين على الأقلّ أو لعامٍ واحِدٍ على الأكثر.

قالَ الباحِثون إنَّ كميَّة الفلافانولات ليست معياريَّة في جميع مُنتجات الشوكولاتة، حيث بيَّنت دراسة سابِقة أنَّ مُستوياتها تختلِف بشكلٍ كبير بين الشوكولاتة السوداء الشائعة والحلويات الأخرى، بالرغم من أنَّ كميتها أكبر بالمقارنة مع الحليب او الشوكولاتة البيضاء.

وجدَ الباحِثون أنَّ الأشخاص الذين استهلكوا فلافانولات الكاكاو كانت لديهم مستويات منخفِضة من الشحوم الثلاثيَّة triglycerides، الأمر اذلي قد يُعزِّزُ من صحَّة القلب والأوعِية؛ كما أشارت الاختبارات أيضاً إلى أنَّ أبدانهم كانت تُؤدِّي عملاً أفضل في التحكُّم بالالتِهاب وبسكَّر الدَّم.

كما وجدَ الباحِثون أيضاً أنَّ مُستويات الكولسترول الجيِّد ارتفعت قليلاً عند الأشخاص الذين تناولوا الطعام الذي يحتوي على فلافانولات الكاكاو.

قالت لين: “كانت هذه الاختلافات بسيطة، ولكنَّها تبقى مهمَّةً من ناحِيةٍ إحصائيَّةٍ، كما أنَّ الدراسات التي تفحَّصنا نتائِجها أشارَت أيضاً إلى أنَّ التأثيرات مُتشابِهة بغضّ النظر عمَّا إذا كان الإنسان بوزنٍ زائِدٍ أو يُعاني من مشاكل صحيَّة مُعيَّنة أخرى”.

“لا تُوجد طريقة في هذه المرحلة لمعرِفة ما إذا كانت المنافِع الظاهرة للشوكولاتة ستُؤثِّرُ فعلياً في صحَّة الناس بطريقةٍ ملحُوظة، ولذلك نحتاج إلى إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة هذه التأثيرات على المدى الطويل وليس على المدى القصير فقط مثلما بيَّنت الدراسات السابِقة”.

قالَ الباحِثون إنَّهم لا يستطيعون حالياً تقديم النصح حول أفضل مستويات الشوكولاتة التي يُمكن استهلاكها، ولكنَّهم نوَّهوا إلى أنَّ معظم الدراسات ركَّزت على الشوكولاتة السوداء ذات النكهة الحلوة والـمُرَّة، أو الشوكولاتة ذات النكهة نصف الحلوة.

تقول جامعة ميشيغان إنَّ الشوكولاتة السوداء تحتوي على مستويات مرتفعة (أكثر من 60 في المائة) من الكاكاو والقليل أو لا شيء من السكَّر الـمُضاف.

قال مساعد معدّ الدراسة الدكتور سيمين ليو، من جامعة براون: “يجب ألّا تُعمَّم نتائج دراستنا الحالية على الأنواع المختلفة لحلوى الشوكولاتة أو الشوكولاتة البيضاء، وذلك لاحتمال أنَّها تحتوي على مستويات مختلِفة من السكَّر والدُّهون”.

قال الدكتور جون فينلي، أستاذ التغذية وعلوم الطعام لدى جامعة وِلاية لويزيانا: “قد تكون فلافانولات الكاكاو نافِعةً لأنَّها تُحارِب الالتِهاب الذي يرتبِطُ بالسكَّري ومرض القلب”.

“من المحتمل أن يكون الكاكاو نافعاً عندما يترافق مع طُرق أخرى لتحسين الصحَّة، ولكن تأتي هذه المادَّة غالباً ضمن منتجاتٍ غنيَّةٍ بالسكَّر، ممَّا قد يُلغي أيَّة منفعةٍ منها”.

“أنصح بتناول فلافانولات الكاكاو عبر مُكمِّلات الكاكاو، فهي تأتي في أشكالٍ خاليةٍ من السكَّر أو مُضافة إلى أنواع أخرى من الطعام الصحِّي”.

“كما أنصح أيضاً بتناوُل الكاكاو الأسود الداكن، فنكهته أفضل وقد يحتوي على المزيد من المنافع للصحَّة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى