من الطبيعي أن نشاهد يومياً العديد من صور السيلفي الخاصة بأصدقائنا وأقربائنا على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هل تساءلت ما إذا كانت تلك الصور تؤثر علينا نفسياً بشكل أو بآخر؟
يبدو أن الإجابة هي نعم! وخاصةً إذا كنت من مدمني مشاهدة وتتبع هذه الصور! فقد توصلت دراسةً حديثة إلى أن تقفّي تلك الصور والبحث عنها قد يؤدي إلى ضعف احترام الذات، أو ما يُسمى self-esteem.
قام باحثون من جامعة بنسلفانيا بإجراء استبيان على الإنترنت لتقييم أثر مشاهدة صور السلفي الشخصية والجماعية على أذهان مشاهديها، وتوصلوا إلى أنه كلما زادت معدلات مشاهدة الشخص لصور السلفي، سواءً الخاصة به أو الخاصة بأقرانه، كلما تدنى مستوى احترام الشخص لذاته وعدم رضاه أو قناعته بمعيشته.
تقول المُعدة المساعدة للدراسة روكسو وانغ، الطالبة بكلية وسائل التواصل الجماهيري بجامعة بنسلفانيا: “غالباً ما ينشر الناس صور سيلفي لهم عندما يكونون بحالة من السعادة والبهجة، وهو قد ما يدفع من يشاهد الصورة إلى التحسر والاعتقاد بأنه يعيش حياةً كئيبة خلافاً لما يعيشه أولئك الناس”.
ولكن الباحثين من جهة أخرى وجدوا بأن مشاهدة صور السلفي الشخصية أو الجماعية على وسائل التواصل الاجتماعي قد تُعزز من مستويات احترام الذات والرضى بالمعيشة عند الأشخاص الذين يمتلكون دافعاً قوياً للظهور والشهرة، لأنهم يعتقدون بأن الناس تهتم بصورهم تماماً كما يهتمون هم بصور غيرهم.
جرى نشر الدارسة في النسخة الإلكترونية من مجلة Journal of Telematics and Informatics.
تقول وانغ: “تركز معظم الأبحاث المُجراة على وسائل التواصل الاجتماعي على تأثير نشر المنشورات وتلقي الإعجابات على المستخدمين أنفسهم، ولكننا نركز الآن على تأثير تلك المنشورات على متلقيها”.
وتقول زميلتها في الكلية وفريق البحث فان يانغ: “أعتقد بأن هذه الدراسة سوف تساعد الأشخاص على فهم أفضل لتأثير المنشورات التي يضعونها على وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الآخرين”.