توصلت دراسة حديثة إلى أن استخدام الأطفال للهواتف المحمولة وأجهزة الحاسب الكفي قد تؤثر سلباً في نومهم. قام الباحثون بمراجعة عدد من الدراسات المُجراة في هذا الصدد، ووجدوا ارتباطاً بين استخدام الأطفال لهذه الأجهزة الإلكترونية عند وقت النوم، وحدوث اضطرابات في النوم وزيادة النعاس في ساعات النهار.
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، أعرب أحد خبراء طب الأطفال عن عدم تفاجئه بها. يقول الدكتور هنري بيرنشتاين، اختصاصي طب الأطفال بمركز كوهين الطبي بمدينة نيويورك الأمريكية: “إن التحذيرات التي تأتي من هذه الدراسة صريحة وواضحة، وينبغي على الآباء إيلاء المزيد من الاهتمام حول أوقات استخدام أطفالهم للأجهزة الكفية”.
قام فريق البحث بقيادة الباحث بين كارتر، الأستاذ بجامعة كينج كوليدج لندن. بمراجعة بيانات عشرين دراسة سابقة تناولت العلاقة بين استخدام الأطفال لأجهزة التلفاز والهاتف المحمول وألعاب الكومبيوتر من جهة، وجودة النوم لديهم من جهة أخرى. وقد اشتملت الدراسة على أكثر من 125 ألف مراهقاً بلغ متوسط أعمارهم 14 سنة.
وجد فريق البحث بأن إصابة الطفل باضطرابات النوم لا تتطلب منه استخدام أجهزة الهاتف المحمول أو الأجهزة الكفية بصورة فعالة ومستمرة، وإنما فقط استخدامها في وقت النوم.
وعلى الرغم من أن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين استخدام الأجهزة الكفية واضطرابات النوم، إلا أن الباحثين أوصوا باتخاذ إجراءات لمنع استخدام الأطفال لهذه الأجهزة في الليل.
وبحسب الباحثين، فإن هذه الإجراءات يجب أن يساهم فيها الأساتذة في المدرسة والأبوين في المنزل على حدٍ سواء.
وبحسب بيرنشتاين، فإن اضطراب النوم عند الأطفال يترك عواقب سلبية كثيرة على حياته وصحته. فهو يؤخر من ساعة نوم الطفل، ويزيد من مقدار تعرض الطفل لأشعة الضوء التي قد تؤثر سلباً في توازن ساعته البيولوجية، كما أن أصوات التنبيهات الصادرة عن الجهاز قد توقظ الطفل من نومه.
يقول بيرنشتاين: “بدون نوم كافٍ، سيزداد خطر إصابة الطفل بالبدانة والسكري من النمط الثاني، كما سيكون أقل قدرة على التركيز في دروسه، ويزداد خطر إصابته بالعدوى وتقلبات المزاج”.