أعلنت شركة جوجل أنها بدأت اختباراتها لما يُعتقد أنه التغيير الأكبر على محرك البحث خاصتها، والذي ستدشن معه عصرًا جديدًا تكون فيه الأولوية للمواقع الإلكترونية ذات المحتوى المناسب للأجهزة المحمولة. وقالت الشركة في بيان على مدونتها الخاصة بمدراء المواقع الإلكترونية إنها بدأت اختبار ما اسمته نسخة “الجوال أولًا” من فهرس البحث خاصتها، ما يعني أن جوجل ستجعل المحتوى المناسب للأجهزة المحمولة يتصدر نتائج البحث على محركها الذي يعد الأكثر استخدامًا حول العالم.
يُشار إلى أن برمجيات جوجل تمشط كل الويب وتتبع أكثر من 60 تريليون صفحة ويب والروابط التي بداخل كل منها، ثم تقوم بتصنيفها ضمن فهرس ضخم جدًا يقوم على المئات من العوامل المختلفة.
ويعد هذا الفهرس، إلى جانب سلسلة من الخوارزميات، الوسيلة الأساسية لجوجل في إظهار نتائج البحث ذات الصلة للمستخدم، والتي تستند إلى عبارة البحث التي يدخلها المستخدم في محركها.
ومع التحديث الجديد، الذي نوهت جوجل إلى أن اختباراته قد تأخذ بعض الوقت، ستحدد الشركة تصنيفات الصفحات على أساس احتوائها لما يناسب العرض على الأجهزة المحمولة، وذلك لتقديم نتائج فضلى للمستخدمين الذي يستعملون تلك الأجهزة في البحث.
ومع أنه أشيع سابقًا أن جوجل تعمل على إنشاء فهرس منفصل بالكامل مخصص للأجهزة المحمولة، إلا أنها تقول الآن إنها سوف تستخدم نفس الفهرس كما في السابق، ولكنه سيعطي الأولوية في التصنيف للمحتوى المناسب للأجهزة المحمولة.
وأوضحت الشركة أن خوارزمياتها ستستخدم في نهاية المطاف النسخة المحمولة من محتوى المواقع في المقام الأول وذلك لترتيب الصفحات الخاصة بذلك الموقع، ولفهم البيانات المهيكلة، وعرض متقطفات من تلك الصفحات ضمن نتائجها.
وأكدت جوجل في بيانها على أصحاب المواقع الإلكترونية ضرورة جعل مواقعهم تدعم الأجهزة المحمولة وتوفر محتوى مناسبًا لتلك الأجهزة لضمان ظهورها بين نتائج البحث على محركها.
ويأتي إعلان جوجل بعد يومين من إصدار شركة تحليلات الويب “ستات كاونتر” StatCounter لإحصائياتها الخاصة بشهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والتي أظهرت أن الهواتف الذكية والحواسب اللوحية أصبحت، وللمرة الأولى، تُستخدم أكثر من الحواسب الشخصية التقليدية لتصفح الإنترنت.
وقال أيدان كولن، الرئيس التنفيذي لشركة ستات كاونتر وقتئذ: “ينبغي أن تكون هذه دعوة لليقظة خاصةً بالنسبة للشركات الصغيرة والوكلاء الحصريين والمهنيين للتأكد من أن مواقعهم على شبكة الإنترنت تناسب الأجهزة المحمولة. فالعديد من المواقع الإلكترونية القديمة ليست كذلك”.
وأضاف كولن أن التوافقية مع الأجهزة المحمولة أضحت أمرًا مهمًا على نحو متزايد ليس فقط بسبب تزايد حركة المرور ولكن لأن جوجل تفضل المواقع المناسبة للجوال ضمن نتائج البحث على الأجهزة المحمولة.
وكانت جوجل، التي تهيمن على سوق البحث عبر الإنترنت، قد استشرفت مستقبل التصفح عبر الأجهزة المحمولة قبل عدة سنوات، لذا سارعت الخطى لهذا التحول من خلال إحداث بعض التغييرات، والتي يعد إعلانها الجديد أحدثها.
وبدأت عملاقة خدمات الإنترنت الأميركية العام الماضي تفضيل المواقع الإلكترونية التي تناسب الأجهزة المحمولة، وحديثًا جعلت البحث عبر الهواتف الذكية والحواسب اللوحية أكثر حداثةً مقارنة بالحواسب الشخصية.
ويُعتقد أن توجه المستخدمين نحو الأجهزة المحمولة ليس مستغربًا، خاصةً في ظل الانخفاض المستمر لمبيعات الحواسب الشخصية خلال السنوات الأخيرة، لصالح ارتفاع مبيعات الهواتف الذكية التي بلغت نسبة الإشباع ضمن معظم الأسواق المتقدمة إلى 80% على الأقل، ثم إنها أصبحت نقطة الوصول الوحيدة إلى الإنترنت في العديد من الأسواق النامية.
وتوقع تقرير جديد صادر عن شركة “زينيث” Zenith أن يكون 75% من استخدام الإنترنت خلال العام 2017 عبر الأجهزة المحمولة، بزيادة طفيفة عن العام الحالي، إذ إن عددًا متزايدًا من المستهلكين في جميع أنحاء العالم يصلون إلى الشبكة العنكبوتية عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.