طوال السنة، ودوناً عن الجميع، يعمل جسدك كلافتة إعلانية تعرض آخر أمراض الموسم، ورادار ينبئ بآخر تحديثات الطقس وتغير الفصول، وتتساءل: لم أنا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ ببساطة: جهازك المناعي ضعيف. لذا سوف نتعرف سوياً في هذا المقال إلى حارس الجسم ( جهاز المناعة – Immune System) النشيط، أسباب ضعفه وكيف نوقظه قبل أن يفوت الأوان!
في الماضي: بين عامي 1492 – 1517 كارثة صحية كبرى!
عام 1492 وصل كولمبوس الى الامريكتين ومع حلول عام 1517 تقلص عدد سكان امريكا الاصليين بنسبة تقدر ما بين 70- 90% لاسباب صحية طبيعية بحتة! فكيف حصل ذلك وما السبب؟ نقل الرحالة الاوروبيون الى الامريكتين امراضا جديدة عن طريق ما حملته اجسادهم ومواشيهم من جراثيم وملوثات غريبة عن جهاز السكان الاصليين المناعي، لتحدث احدى اكبر ماسي البشر الصحية على مر التاريخ!
قد لا يكون المرض خطيرا، بل قد تعالجه حبة دواء او مرهم بسيط الصنع، ولكن اجتماع نقص المعرفة مع عدم تطور العلم مع ضعف الجهاز المناعي متغيرات كفيلة لتحقيق المعادلة الكارثة ،هذا ما حصل!
خلفية عن جهاز المناعة
ما هو جهاز المناعة (Immune System)؟
هو شبكة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تتحد لتحمي الجسم من أي مخاطر وهجمات خارجية تشنها عليه الميكروبات.
مهام جهاز المناعة الرئيسية
مهمة خارجية: حماية الجسم من أية عوامل خارجية قد تؤذيه.
مهمة داخلية: الإشراف على خلايا الجسم والتأكد من قيامها بمهامها اليومية بسلاسة والحفاظ على عدم ارتفاع عدد الأجسام الضارة الناتجة عن عمليات الأيض عن حدٍ معين.
متى يبدأ جهاز المناعة بالتداعي والانهيار؟
عندما يزداد عدد مهاجميه من جراثيم وأجسام غريبة!
عندما تتم مهاجمته في فترة من فترات ضعفه المؤقتة واللحظية.
عندما يفقد قدرته على التمييز بين الخلايا الصديقة في الجسم والخلايا الضارة من خارج الجسم.
عندما يكون الجهاز المناعي ضعيفاً بالأصل منذ الولادة!
تعديلات حياتية بسيطة لتعزيز جهاز المناعة
كيف نستطيع إعداد حارس جسم قوي ومستعد دوماً لأي هجوم قادم؟
ببساطة اتبع نمط حياة صحي أكثر واسأل نفسك الأسئلة التالية:
– هل تسهر كثيراً؟ جسمك يحتاج للمزيد من النوم!
رغم عدم وجود دليل طبي واضح وصريح، إلا أن حصولك على 7-9 ساعات من النوم يومياً قد يقلل من إفراز هرمون التوتر لديك ويجعل جسمك أقل عرضة للالتهابات.
– هل تتجنب السلالم والمشي والحركة؟! إذا لم تكن شخصاً يحب الرياضة، فعليك أن تحبها!
إن ممارسة الرياضة بشكل منتظم من شأنه أن يرفع من مستويات هرمونات السعادة لديك ويزيد من إنتاج الجسم لمواد كيميائية تساعد على تحسين النوم.
– هل انتبهت إلى ما أكلته وشربته اليوم؟
الكثير من السكر؟ إن السكريات والكربوهيدرات بشكل عام تعطل عمل الجهاز المناعي لبضعة ساعات بعد تناولها بإفراط.
لم تتناول فواكه وخضار طازجة؟ توجه إلى المطبخ وابحث عن بعض: الحمضيات، الكيوي، التفاح، العنب الأحمر، البصل، السبانخ، البطاطا الحلوة، الجزر، الثوم.
لم تعد طعاماً صحياً اليوم؟ قم بإعداد شوربة الدجاج التقليدية لمحاربة أعراض الانفلونزا.
قد يحتاج جهاز القهوة خاصتك لاستراحة! قلل من استهلاك الكافيين!
مدخناً أو تحب الكحول؟ أنت لست بحاجة إليّ لأخبرك أن عليك الإقلاع واليوم!
تناول الدهون المفيدة مثل الأفوكادو.
تناول ما يساعدك على تعديل مستوى ال PH في الجسم، مثل المكملات الغذائية الغنية بالكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم.
تناول أطعمة غنية بالعناصر التالية: فيتامين c، فيتامين e، فيتامين b6، فيتامين a، فيتامين d، حامض الفوليك، الحديد، السيلينيوم، الزنك. وإن لم تستطع الحصول عليها من مصادرها الطازجة، إلجأ إليها في الأطعمة المثلجة.
– هل كنت شديد التوتر اليوم؟
عند الشعور بالتوتر باستمرار خاصة عند المصابين بالتوتر الدائم المرضي (Chronic stress)، فإن جسمك يفرز هرمونات تضعف جهازك المناعي، لذا عالج توترك بالتالي: تحدث مع الآخرين، فرغ توترك في الرياضة، قم بالتأمل (أثبتت بعض الدراسات أن 8 أسابيع متواصلة من التأمل تقلل من إفراز هرمونات التوتر)، الجأ إلى مرشد نفسي.
– هل أنت شخص يفضل العزلة؟ قم واختلط بالآخرين!
الأشخاص الذين يشعرون أنهم أكثر قرباً وتواصلاً مع أصدقائهم، هم أقل عرضة للأمراض من الآخرين!
– هل أنت شخص حزين؟ ادعم جهازك المناعي بضحكة!
تشير الدراسات إلى قدرة هرمونات السعادة التي يفرزها الجسم عند الضحك على تحفيز عمل جهاز المناعة بالإضافة إلى إفراز نوع خاص من خلايا الدم البيضاء التي تستدعى خصيصاً كمكافأة للضحوك!