يواجه ملايين المسنين حول العالم أعراض ضعف الذاكرة والإعاقة الذهنية بسبب الخرف. وعلى الرغم من عدم وجود علاج شافٍ أو دواء يمكنه أن يُحسن من هذه الأعراض، إلا أن التشخيص المبكر للحالة قد يُساعد على الحد من تدهورها. وقد توصلت دراسة حديثة إلى أن تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي قد يساعد الأطباء على توقع ما إذا كان المريض الذي يعاني من بعض مشاكل الذاكرة سوف يُصاب لاحقاً بالخرف أو داء ألزهايمر.
فقد أظهرت صور الدماغ بالرنين المغناطيسي بأن المصابين بالخرف لا تتقلص لديهم مساحة جزء الدماغ المسؤول عن الذاكرة، والذي يُعرف باسم الحصين hippocampus، بينما قد يحصل العكس مع مرضى داء ألزهايمر.
تقول الدكتورة كيجال كانتارسي، اختصاصية الأشعة بمركز مايو كلينك بمدينة روشستر بولاية مينيسوتا الأمريكية: “إن الكشف المبكر عن الأشخاص الذين يعانون من إعاقات ذهنية طفيفة والمؤهبين للإصابة بالخرف يُعد أمراً حيوياً في تدبير هذا المرض”.
اشتمل البحث على 160 مريضاً يعانون من مشاكل تفكير وذاكرة خفيفة (ضعف إدراكي)، جرى إخضاعهم لتصوير دماغ بالرنين المغناطيسي لقياس حجم منطقة الحصين.
قام الباحثون بمتابعة حالات المرضى لمدة سنتين، ووجدوا بأن 61 مريضاً منهم قد أصيبوا بداء ألزهايمر، في حين أصيب 20 مريضاً بالخرف.
وبحسب الباحثين، فلا يمكن التأكد بشكل نهائي من إصابة المريض بالخرف إلا بعد موته وأخذ خزعات من الدماغ وفحصها مخبرياً للكشف عن أجسام ليوي، وهي تجمعات بروتينية تتشكل داخل الخلية العصبية، وتُميز الإصابة بالخرف.
وجد الباحثون بأن المرضى الذين حافظت منطقة الحصين لديهم على نفس مساحتها ازداد لديهم خطر الإصابة بالخرف بمعدل ستة أضعاف مقارنة مع المرضى الذين انكمشت لديهم مساحة الحصين.
إذ أشارت نتائج الدراسة إلى أن 85 في المائة من المرضى الذين أصيبوا بالخرف حافظت منطقة الحصين لديهم على مساحة طبيعية. في حين تقلصت مساحة الحُصين لدى 61 في المائة من المرضى الذين أصيبوا بداء ألزهايمر.
وبحسب الباحثين، فإن أعراض الخرف تشمل على التشويش الذهني، الهلوسات البصرية، التنبه، التعنّت السلوكي، وغيرها.
جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة طب الأعصاب التي تُصدرها الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب.