توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال المولودين لأمهات مصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي قد يواجهون خطراً أكبر للإصابة بالصرع بنسبة الثلث مع بلوغهم عمر 4 سنوات. في حين تضاءل هذا الخطر إلى الربع في مراحل الطفولة اللاحقة.
ويؤكد الباحثون على أن نتائج دراستهم لا تُشير إلى علاقة سبب ونتيجة، بمعنى أنه لا يمكن القول بأن إصابة الأم بالتهاب المفاصل الروماتويدي هي سبب الصرع عند الأطفال، وإنما هو مجرد ارتباط غير مفهوم تماماً بعد.
من جهةٍ أخرى، يشير الباحثون إلى أنه على الرغم من هذه الزيادة في خطر الإصابة، إلا أن الاحتمال الكلي يبقى ضئيلاً جداً.
تقول المُعدة الرئيسية للدراسة آن ليليور روم: “اشتملت دراستنا على حوالي مليوني طفل، ومعظم الأطفال المولودين لأمهات مصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي لم يُصابوا بالصرع. وإن نتائج دراستنا تشير إلى احتمال أن تكون إصابة الأم بالتهاب المفاصل الروماتويدي تجعل الجنين أكثر عُرضة للعوامل المُسببة للصرع لاحقاً”.
والتهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض مناعي ذاتي يقوم فيه الجهاز المناعي للجسم بإنتاج أجسام مضادة تهاجم بطانة المفاصل. أما الصرع فهو نوبات عصبية تنجم عن نشاط كهربي غير طبيعي في الدماغ.
استندت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 1.9 مليون طفل دنماركي وُلدوا بين العامين 1977 و 2008، حيث كانت أمهات حوالي 13500 طفلاً منهم مصاباتٍ بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وكان آباء حوالي 6300 طفلاً منهم مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
وخلال فترة المتابعة التي استمرت لـ 16 سنة، أُصيب 31 ألف طفل من كامل تعداد الأطفال بالصرع.
وبحسب ليلور روم، فإن إصابة الأم الحامل المفاصل الروماتويدي كان عاملاً رئيسياً لزيادة خطر الإصابة بالصرع، دون أن ينطبق الكلام ذاته على إصابة الآباء بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
كما وجد الباحثون بأن تزامن إصابة الأم بحالة واضحة ومُشخصة من التهاب المفاصل الروماتويدي في أثناء الحمل كان مترافقاً مع زيادة بنسبة 90 في المائة في خطر الإصابة بالصرع، وكان الخطر أقل إذا جرى تشخيص الإصابة بعد الحمل والولادة.
تقول ليلور روم: “أتوقع أن تُسهم نتائج دراستنا في فهم أفضل للعوامل المؤثرة في تطور الإصابة بالصرع، حيث أشارت إلى تورط محتمل لأحد أمراض المناعة الذاتية في ذلك”.
جرى نشر نتائج الدراسة في السادس عشر من شهر نوفمبر الحالي في مجلة طب الأعصاب Neurology.