توصَّلت دراسةٌ حديثة إلى أنَّ الأطفالَ المولودين بعملية قيصرية قد يزداد لديهم خطرُ البدانة في مراحل لاحقة من طفولتهم. وجد الباحثون أنَّه، وبالمقارنة مع الأطفال المولودين مهبلياً (ولادة طبيعيَّة)، فإنَّ الأطفالَ المولودين بعمليات قيصرية ازداد لديهم خطرُ زيادة الوزن أو البدانة بنسبة 40 في المائة مع بلوغهم عمر سبع سنوات، وأنَّ هذا الارتباط كان أكثرَ وضوحاً عند الأطفال المولودين بعملية قيصرية من أمهات بدينات، لتصل نسبة الخطر لديهم إلى 70 أو 80 في المائة.
يقول المعدُّ الرئيسي للدراسة نويل مولر، الأستاذ المساعد الفايز بقسم الوبائيات بكلية الصحة العامة بجامعة جون هوبكنز الأمريكية: “لقد وجدنا أيضاً أنَّ الأثرَ الوقائي للولادة المهبلية كان قوياً، أو حتى أقوى، لدى الأمهات اللواتي يعانين من زيادة وزن أو بدانة، وهو ما يشير إلى ضرورة عدم اللجوء للولادة القيصرية عند الأمهات البدينات إلاَّ في حالات الضرورة، لتجنيب الطفل خطر الإصابة بالبدانة ما أمكن”.
وبحسب مولر وزملائه، فإنَّ الطفل يلتقط العديدَ من أصناف الجراثيم المفيدة في أثناء مروره عبر القناة المهبلية، وأنَّ هذه الجراثيم قد تمارس دوراً في وقاية الطفل من الإصابة بزيادة الوزن أو البدانة.
يقول مولر: “تتوفَّر العديدُ من الأدلة التي تشير إلى اختلاف الزمر الجرثومية عندَ الأطفال المولودين طبيعياً عن الأطفال المولودين بعلميات قيصرية، وإنَّ هذا الاختلاف في الوظائف التي تقوم بها البكتيريا قد يرتبط بالعمليات الاستقلابية أو الأيضيَّة التي تؤهِّب أو تقي من الإصابة بالبدانة”.
يُذكر بأنَّ إحصائيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC تشير إلى أنَّ معدلات البدانة بين الأطفال قد تضاعفت في الأعوام الثلاثين الماضية في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد ارتفعت نسبةُ الأطفال البدينين في عمر 6 إلى 11 سنة من 7 في المائة في عام 1980، وإلى 18 في المائة في عام 2012.
في هذه الدراسة قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 1400 ولادة في مدينة بوسطن الأمريكية، وقد أتمت جميع الأمهات في هذه الولادات فترةَ الحمل كاملة. وجد الباحثون بأن حوالى 57 في المائة من الأمهات اللواتي أنجبن بولادة قيصرية و 53 في المائة من الأمهات اللواتي أنجبن بولادة مهبلية كُن بدينات.
قام الباحثون بتحرِّي ما إذا كانت هناك أية فوارق في أوزان الأطفال المولودين مهبلياً أو قيصرياً مع بلوغهم عمر 7 سنوات، فوجدوا بأن الأطفالَ المولودين قيصرياً ازداد لديهم خطر الإصابة بالبدانة.
وبحسب مولر، فإن فريقَ البحث يعكف حالياً على إجراء تجارب سريرية حول فائدة التعريض المقصود للطفل المولود قيصرياً لجراثيم من مهبل أمه، وهو ما قد يؤكِّد نتائج الدراسة الحالية، ويُثبت علاقةَ سببٍ ونتيجة بين ولادة الطفل قيصرياً وزيادة خطر بدانته لاحقاً.
من المعروف بأنَّ نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والملتقيات العلمية تبقى أوليةً، إلى حين نشرها في مجلة علمية محكمة.