علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: البروتينات والبروبيوتكس يساعدان في ضبط سكر الدم

توصلت دراستان حديثتان إلى أن إضافة الأغذية الغنية بالبروتين أو البروبيوتيكس probiotics إلى النظام الغذائي قد تساعد على ضبط سكر الدم. وبحسب الباحثين، فإن كلاً من البروتينات والبرويوتيكس تُبطئ من هضم الكربوهيدرات، وتقي من حدوث الارتفاع الحاد في سكر الدم الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالنمط الثاني من داء السكري أو يفاقم الضرر الناجم عنه.

تقول المُعدة الرئيسية للدراسة الأولى هيكي منغ، الباحثة بمركز أبحاث تغذية المسنين في مدينة بوسطن الأمريكية: “إن تناول شريحة من الخبز الأبيض مع لحم التونا يؤدي إلى ارتفاع أقل في سكر الدم مما هو عليه الحال عند تناول شريحة الخبز الأبيض (الكربوهيدرات) لوحدها “.

ومن جهة أخرى، يقول المعد الرئيسي للدراسة الثانية أرجون باندي، الطالب بمعهد واترلو كوليجيت بأونتاريو بكندا: ” إن إضافة العناصر الغذائية الغنية بالبروبيوتيكس (نوع من البكتريا المفيدة) إلى النظام الغذائي الصحي تُساعد على خفض مستويات سكر الدم بنسبة معتبرة”.

وعلى الرغم من أن باندي لا يزال في المرحلة الثانوية، إلا أن خبراءً من جامعة جون هوبكنز ومركز كامبريدج للعناية بالقلب في أونتاريو قاموا بالإشراف على بحثه.

وفي معرض التعليق على الدراستين، يقول الدكتور براكاش ديدوانيا، أستاذ طب القلب بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، ونائب رئيس لجنة السكري المنبثقة عن جمعية طب القلب الأمريكية: “على الرغم من أن الدراستان صغيرتان نسبياً، إلا أنهما قدمتا معلوماتٍ مفيدةٍ حول خطوات عملية وسهلة تساعد على ضبط سكر الدم عند المصابين بالسكري أو المؤهبين للإصابة به”.

اشتملت الدراسة الأولى على أربع مجموعات من المتطوعين، ضمّت كل مجموعة 20 شخصاً طُلب منهم تناول أطعمة محددة، وجرى قياس مستوى سكر الدم لديهم بفواصل منتظمة ولمدة ساعتين.

تناول جميع المتطوعين غذاءً مكوناً من الخبز الأبيض، بالإضافة إلى عنصر آخر بحسب المجموعة، فتناول أفراد المجموعة الأولى الأرز (كربوهيدرات)، وتناول أفراد المجموعة الثانية التونة (بروتين)، وتناول أفراد المجموعة الثالثة زبدة غير مملحة (دهون)، وتناول أفراد المجموعة الرابعة رقائق الشوفان (ألياف).

وبحسب منغ، فإن الباحثين أرادوا معرفة ما إذا كان استهلاك أنواع أخرى من الأطعمة سوف يؤثر في هضم الكربوهيدرات.

تقول منغ: “تحتوي الأطعمة التي نتناولها على مزيج من الكربوهيدرات والدهون والألياف والبروتينات، وقلما تكون مكونة من كربوهيدرات صرفة”.

وجد الباحثون بأن البروتينات أبطأت من سرعة تحرر السكر في الدم، إلا أن الأصناف الأخرى لم تترك تأثيراً مشابهاً.

تقول منغ: “تساعد البروتينات على تحرير بعض الهرمونات المعوية التي قد تبطئ عملية تفريغ المعدة ، وبالتالي يمكث الطعام لفترة أطول فيها قبل أن يغادر إلى الأمعاء ويجري امتصاصه”.

أما في الدراسة الثانية، فقد طلب الباحثون من المشاركين الذين بلغ عددهم 80 مشاركاً اتباع نظام غدائي صحي خاص بالقلب ويُساعد على خفض ضغط الدم، وجرى تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، اتبع أفراد المجموعة الأولى النظام الغذائي كما هو، في حين جرى استبدال بعض عناصر النظام الغذائية بأخرى غنية بالبروبيوتيكس عند أفراد المجموعة الثانية، فعلى سبيل المثال، جرى استبدال منتجات الألبان قليلة الدسم باللبن الرائب الغني بالبروبيوتيكس، أو غيره من المشروبات الغنية به.

وجد الباحثون بأن ضغط الدم لم يختلف بين أفراد المجموعتين، إلا أن مستوى سكر الدم انخفض لدى الأشخاص الذين أضافوا البروبيوتيكس إلى نظامهم الغذائي وتحسنت مستويات الهيموغلوبين A1C لديهم. يُذكر بأن الهيموغلوبين A1C يُعد واسماً حيوياً معيارياً لفحص مستويات السكر في الدم على المدى الطويل.

يقول باندي: “يبدو بأن بكتريا البروبيوتيكس المفيدة تُنتج مركبات تساعد الخلايا على استخدام هرمون الإنسولين وتحويل سكر الدم إلى طاقة.

ويؤكد الخبراء على أن النظام الغذائي الذي اتبعه المشاركون في الدراسة كان صحياً وصارماً، وبالتالي فلا يمكن اتباع نظام غذائي غير صحي وإضافة البروبيوتيكس له وتوقع نتائج مماثلة لما حدث هنا!

جرى عرض نتائج كلتا الدراستين مؤخراً في الاجتماع السنوي لجمعية طب القلب الأمريكية المنعقد في مدينة نيو أورليانز الأمريكية. ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والملتقيات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى