علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: التدخينُ والسكَّري .. مزيجٌ قاتلٌ ينبغي الحذرُ منه

في الوقت الذي يُشكِّل فيه التدخينُ خطراً حقيقياً على صحَّة الإنسان، فإنَّ إصابةَ الشخص بالسكَّري بالإضافة إلى كونه مُدخناً يزيد من خطر وفاته مبكِّراً بصورة كبيرة، وذلك بحسب ما توصَّلت إليه دراسةٌ حديثة.

فقد وجد باحثون بأنَّ المُدخنين الشرهين المُصابين بالسكَّري يواجهون خطراً مضاعفاً للوفاة المبكِّرة، بالمقارنة مع المُدخنين غير المصابين بالسكري.

تقول الدكتورة جويل زونسزين، مديرة قسم السكري بمركز مونتيفيري الطبي بمدينة نيويورك: “يُعدُّ التدخينُ عادةً سيِّئة لدى كل من يمارسونها، ولكنها تأخذ منحىً أسوأ عند المصابين بداء السكري”.

قام بإجراء الدراسة باحثون من جامعة كولورادو الأمريكية، واشتملت على بيانات أكثر من 53 ألف أمريكي كانوا جميعهم من المدخِّنين الشرهين السابقين أو الحاليين.

وجد الباحثون أنَّ خطرَ الوفاة المبكرة يزداد إلى الضعفين في حال كان الشخصُ مُدخناً ومصاباً بالسكري في الوقت ذاته، وأنَّ حوالي 13 في المائة من المدخنين المُصابين بالسكري قد تُوفوا في أثناء فترة الدراسة التي امتدت لسبع سنوات، في حين بلغت تلك النسبة 7 في المائة عند المُدخنين غير المصابين بالسكري.

تقول المُعدةُ الرئيسية للدراسة الدكتورة كافيتا جارج، أستاذة طب الأشعة بجامعة كولورادو الأمريكية: “تُشير نتائجُ دراستنا إلى أن السيطرةَ على داء السكري تكتسب أهميةً خاصَّة عند المدخنين، سواءٌ أكانوا مُصابين بسرطان الرئة أم لا، لأن داءَ السكري يُشكل عاملَ خطرٍ مستقلاً للوفاة بحدِّ ذاته”.

قام الباحثون بمعاينة بيانات المشاركين في المسح الوطني لصحة الرئة الذي انطلق في العام 2002، وكان يهدف للمقارنة بين صور الصدر بالأشعة السينية وتصوير الصدر الطبقي المحوري CT scans، ومعرفة أيهما مُجدٍ أكثر في الكشف المبكِّر عن سرطان الرئة عند المدخنين الحاليين أو السابقين.

أشارت البيانات إلى أنَّ حوالي 10 في المائة من المشاركين في الدراسة كانوا من المدخنين المصابين بالسكري، وأن هؤلاء كانوا يميلون لأن يكونوا أكبرَ قليلاً في السن ويُدخنون بشراهة أكثر ويزنون أكثر، وذلك بالمقارنة مع المدخنين غير المصابين بالسكري.

قام فريقُ البحث بتحليل خطر الوفاة جراء سرطان الرئة وغيره من السرطانات. توفِّيَ في أثناء فترة الدراسة (سبع سنوات) حوالي 4000 مشارك، وكان سببُ الوفاة لدى حوالي 1000 مشارك هو سرطان الرئة، في حين كان سبب الوفاة لدى 800 منهم سرطانات مختلفة.

وبحسب زونسزين، فإن نتائجَ الدراسة لم تُشكل مفاجأة كبيرة لهم.

يقول زونسزين: “نعلم جميعاً بأنَّ التدخين هو عادة سيئة وخاصة لمرضى السكري، إذ إنَّه يزيد من شدة الاعتلال في الشرايين المحيطية وشدة مرض القلب، ويؤهِّب المرضى للإصابة للوفاة المبكرة بسرطان الرئة أو الإعاقة جراء الإصابة بالداء الرئوي الانسدادي المزمن COPD”.

وتُشير إحصائياتُ المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن حوالي 29 مليون أمريكي مُصابون بالسكري.

ويقول الخبراء إنَّ التوقفَ عن التدخين يُشكل الخيار الأمثل لجميع المدخنين (وخاصة المصابين بالسكري منهم)، فمن شأن ذلك أن يحدَّ من جميع المخاطر الصحية الناجمة عن التدخين، ويساعد المرضى على ممارسة التمارين الرياضية بصورة أفضل، ويُجنبهم مضاعفات السكري الأخرى.

جرى عرضُ نتائج الدراسة في أثناء اجتماع جمعية طب الأشعة بأمريكا الشمالية، المنعقد في مدينة شيكاغو. ومن المعروف أنَّ نتائجَ الدراسات المعروضة في الاجتماعات والمؤتمرات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى