توصلت دراسة حديثة إلى أن التعرض للمبيدات الحشرية قد يُبدل من طبيعة البكتريا الفموية عند عُمال المزارع.
فقد قام باحثون من جامعة واشنطن بتحليل عينات (مسحات swabs) مأخوذة من أفواه 65 مُزارعاً و 52 شخصاً آخرين لا يعملون في مجال الزراعة، وكانوا جميعهم يقطنون في منطقة وادي ياكيما التي تتبع لولاية واشنطن الأمريكية.
وجد الباحثون بأن مستويات المبيدات الحشرية في دماء عمال المزارع كانت أعلى من نظيراتها عند غير المزارعين، كما أن طبيعة البكتيريا في أفواه المزارعين كانت مختلفة عن نظيرتها في أفواه غير المزارعين.
وبحسب الباحثين، فإن التبدلات الأبرز كانت لدى العاملين الذين كشفت التحاليل الدموية وجود المبيد الحشري الفوسفاتي العضوي أزينفوس-ميثيل لديهم.
يقول المُعد الرئيسي للدراسة إيان ستاناواي، طالب الدكتوراة بجامعة واشنطن: “لقد لاحظنا انخفاضاً في مستويات سبعٍ من أصناف البكتريا الفموية لدى عمال المزارع، من بينها العقديات Streptococcus، التي تُعد الزمرة الجرثومية الطبيعية الأكثر شيوعاً في بيئة الفم”.
وبحسب ستاناواي، فإن دراساتٍ سابقة كانت قد ربطت بين تبدل الطبيعة البكتيرية في الفم، وخاصة زمرة العقديات، وحدوث تأثيرات سلبية في صحة الفم.
ويقول الباحثون بأن التبدلات الملاحظة في هذه الدراسة قد استمرت حتى فصل الشتاء، أي بعد فترة طويلة من التعرض للمبيدات الحشرية (التي تُستخدم في فصل الصيف غالباً).
يُذكر بأن الدراسة لم تُبرهن على علاقة سبب ونتيجة بين التعرض للمبيدات الحشرية وتبدل الطبيعة البكتيرية في الفم.
جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة Applied and Environmental Microbiology.
وفي معرض التعليق على الدراسة، تقول إيلين فوستمان، أستاذة الصحة المهنية والبيئية بجامعة واشنطن: “إن التحدي الجديد الذي أظهرته هذه الدراسة يتلخص في التساؤل التالي: ما تأثير ذلك على الصحة الفموية؟ فمن المعلوم بأن البكتريا الفموية تتدخل في العديد من العمليات الاستقلابية في الجسم”.