توصلت دراسة ألمانية حديثة إلى أن المناوبة في العمل لأربع وعشرين ساعة والحرمان من النوم بسبب ذلك يؤثر سلباً في صحة القلب على المدى القصير.
يقول المُعد الرئيسي للدراسة الدكتور دانيال كوتينغ، الأستاذ بقسم التصوير الشعاعي التشخيصي والتداخلي بجامعة بون الألمانية: “يمكن لهذه النتائج أن تساعدنا على فهم الكيفية التي يؤثر بها ضغط العمل على الصحة العامة”.
ويُضيف كوتينغ: “لقد تمكنا، ولأول مرة، من تقديم الدليل على أن الحرمان المؤقت من النوم في إطار المناوبة المستمرة لمدة أربع وعشرين ساعة يؤدي إلى زيادة الانقباضية القلبية cardiac contractility ومستوى ضغط الدم ومعدل ضربات القلب”.
اشتملت الدراسة على عشرين طبيباً اختصاصياً في طب الأشعة، بلغ متوسط أعمارهم 32 سنة، جرى فحص الوظيفة القلبية لديهم قبل المناوبة لمدة 24 ساعة وبعد انتهائها، حيث حصلوا في أثناء تلك المناوبة على فترة نوم بلغت 3 ساعات وسطياً.
أظهرت نتائج الدراسة حدوث تبدلات في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لدى الأطباء المشاركين بعد انتهاء فترة مناوبتهم، وذلك بالتزامن مع زيادة في مستويات هرمونات محددة مثل الكورتيسول cortisol الذي يتحرر في الجسم استجابةً للشدة النفسية.
من الجدير ذكره بأن العديد من المهن تتطلب من العاملين فيها المناوبة المستمرة لأربع وعشرين ساعة، مثل قطاعات الشرطة والإطفاء والإسعاف، فضلاً عن العاملين في القطاع الطبي. وبحسب الباحثين فإن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تتحرى الآثار الصحية قصيرة المدى للمناوبة المستمرة لأربع وعشرين ساعة.
وبحسب كوتنيغ فإن نتائج هذه الدراسة يبدو بأنها تنطبق على العاملين في القطاعات غير الصحية والتي تتطلب أعمالهم المناوبة لأربع وعشرين ساعة. كما إن الحاجة قائمة لإجراء المزيد من الدراسات طويلة الأمد لتقصي أثر الحرمان من النوم على القلب.
جرى عرض نتائج الدراسة في أثناء انعقاد الاجتماع السنوي لجمعية الطب الشعاعي بأمريكا الشمالية في مدينة شيكاغو، ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والمؤتمرات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.
