تشير دراسة جديدة أجراها المركز الطبي في جامعة روتشستر إلى أن أحد الأدوية المتاحة حالياً قد تكون له خصائص تسمح باستخدامه في علاج الإصابات العصبية الرضّية الناجمة عن حوادث السيارات أو الإصابات الرياضية أو أثناء القتال.
وتتناول الدراسة دواء 4-أمينوبيريدين (4AP)، وهو دواء يُستخدم حالياً لعلاج التصلب المتعدد. وقد تمت دراسته لمدة 30 سنة لاستخدامه في علاج الأمراض المزمنة، ولكنه يُظهر مؤشرات على إمكانية استخدامه أيضاً لإصابات الأعصاب الحادة، وعلى أن فوائده تبقى حتى بعد توقف العلاج.
ووجد الباحثون أن الدواء يساعد في ترميم المايلين، وهي المادة الدهنية التي تغلف الألياف العصبية وتسرّع الاتصالات الكهربائية بين الخلايا العصبية. وتؤدي الإصابات العصبية الرضّية إلى إزالة أو إتلاف المايلين، الأمر الذي يؤدي إلى تلف الأعصاب، وعندما تم أخذ دواء (4AP) بشكل يومي، فقد وجد الباحثون بأن تلف المايلين يتم ترميمه وتعود وظائف الأعصاب.
وأظهروا ذلك عند الفئران. حيث أدّت جرعة واحدة عند أحد الفئران التي تعاني من إصابات مخرّبة للأعصاب، إلى وظائف حركية أفضل في غضون ساعة، وهذا يدل على أن دواء (4AP) يمكن استخدامه حتى بعد الحادث على الفور.
طرق أسهل
وقد استدعت الدراسة اهتمام الجيش وذلك من خلال الاستخدام المحتمل للجنود المقاتلين. وتحقيقاً لهذه الغاية، فقد منحت وزارة الدفاع مليون دولار أمريكي لمواصلة البحث لمدة ثلاث سنوات.
وبما أن هذه الفوائد تأتي عن طريق دواء معترف به بالفعل، فإن هناك سبب أكبر للإثارة. حيث إن له بالفعل سجل للسلامة، ولذلك فمن المرجح أن ينتقل بشكل أسرع من خلال السلطات. كما تمت الموافقة بالفعل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على مقترحات التجارب، وقد نشهد حشداً للمشاركين قريباً.
ويقول مؤلف الدراسة والحائز على شهادة الدكتوراه مارك نوبل: “بما أن دواء (4AP) قد تمت دراسته جيداً في الإصابات المزمنة، وتم اعتماده لعلاج التصلب المتعدد، فيمكن استكشاف الفوائد الجديدة التي اكتشفناها بسرعة وبتكلفة أقل بكثير مما هو مطلوب لتطوير دواء جديد كلياً”.
