تشتهر البكتيريا غالباً بأنها سبب للإصابة بالأمراض. ومع ذلك، فقد وجدت إحدى الشركات الصيدلانية البيولوجية طريقة جديدة ليصبح للبكتيريا تأثير إيجابي على صحتنا. حيث قاموا بتعديل سلالة من بكتيريا الإشريكية القولونية والتي يمكن أن تستخدم لعلاج اضطرابات الاستقلاب الغذائي الناجمة عن تراكم الأمونيا.
وقد قامت شركة سينلوجيك – وهي شركة صيدلانية ناشئة ومقرها في ماساتشوستس – بإعداد أدوية جديدة تقوم على البيولوجيا الاصطناعية. وأكملت في العام الماضي طلب براءة اختراع لإحدى سلالات البكتيريا المعدّلة وراثياً، والتي يقولون بأن لها شهية نهمة للأمونيا – وهي المركب الذي يتشكل بشكل طبيعي في الجسم – ويمكنها بعد ذلك تحويلها إلى الحمض الأميني غير الضار: الأرجينين.
ويُذكر أن الأمونيا عادة ما يتم تحويلها عن طريق الكبد إلى يوريا، والتي يتم طرحها بعد ذلك عن طريق التبوّل، ولكن الأشخاص المصابين بأمراض مثل اضطرابات دورة اليوريا (UCDs) واعتلال الدماغ الكبدي لا يمكنهم تحويل الأمونيا بكفاءة إلى يوريا. وتشير التقديرات إلى أن اضطرابات دورة اليوريا هي السبب المحتمل لما يصل إلى 20% من حالات متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS)، كما أن عدم قدرة الجسم على معالجة الأمونيا بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي إلى تطور مضاعفات خطيرة ومميتة عند كل من البالغين والأطفال.
وقد تكون السلالات البكتيرية التي أعادت سينلوجيك برمجتها هي الحل لهذه المشكلة، حيث إن ما يجب على جميع المرضى القيام به، هو تناول إحدى الحبوب التي تحتوي على 100 مليار من البكتيريا المعدلة لبناء جيش من البكتيريا المُلتهمة للأمونيا في أمعائهم، ومن المتوقع أن تبدأ التجارب على المتطوعين البشر في العام المقبل.
كيف ترغب أن يكون الكائن الحي الخاص بك؟
ويذكر بأن ابتكار سينلوجيك هو إحدى التطورات الأخيرة والعديدة لإنتاج الكائنات الحية المصممة بشكل خاص. وفي الواقع، فقد نمت قدرتنا خلال العقدين الماضيين بشكل سريع على تعديل الجينات لدرجة أنها تعدّ الآن عملية بسيطة نسبياً.
هذا وإن القدرة على إزالة وإضافة الحمض النووي للكائنات الحية قد أسفرت عن جيل من المخلوقات ذات الصفات المحسّنة. ففي مجال الطب، تقوم شركة ناشئة أخرى في ماساتشوستس بتطوير علاج للسرطان من بكتيريا السالمونيلا المُعاد برمجتها، بينما أظهرت الفيروسات الغدّية المعدلة وراثياً نتائج واعدة في علاج السرطان. كما تنجح الكائنات الحية المخصصة بشكل كبير في الصناعات الأخرى كذلك، حيث توجد مشتقات النباتات المعدلة في منتجات النظافة والمنسوجات والمواد الغذائية.
ومع ذلك، فإن القوة التي يضعها التعديل الوراثي بين أيدي الناس مثيرة للجدل. حيث تعدّ مسائل الأخلاقيات والسلامة من الشواغل الرئيسية، ولكن قد يتم تطوير ذلك قريباً من خلال الأبحاث المستمرة. وفي النهاية، فإن التكنولوجيا – مثل التعديل الوراثي – تحمل في جوهرها هدف تحسين حياة الإنسان.