أفاد باحثون أمريكيون بأن مركباً فموياً مُستخلصاً من الماريجوانا قد يساعد في علاج شكلين مُعنّدين من أشكال الصرع، وذلك بعد نجاح تجربتين سريريتين على المركب الجديد.
وقد خلُص الباحثون إلى أن المركب الذي يُطلق عليه اسم كانابيديول cannabidiol (CBD)، قد ساعد في تقليص عدد مرات الإصابة بالنوبات الصرعية عند الأطفال والبالغين المصابين بأحد شكلين من أشكال الصرع المُعنّد على العلاج: متلازمة درافيت Dravet syndrome و متلازمة لينوكس-غاستو Lennox-Gastaut syndrome.
ويؤكد الباحثون على أن الدواء لا يزال تجريبياً، وقد لا يُفيد كل شخص مصاب بالمرض. ولكنهم قالوا في الوقت ذاته بأن العلاج يبدو واعداً جداً بالنظر إلى صعوبة علاج مثل تلك الحالات.
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، تقول الدكتورة آمي بروكس كيال، اختصاصية طب الأطفال بمستشفى كولورادو: “إنه لمن الجيد دوماً أن يظهر خيار علاجي جديد لهؤلاء المرضى”.
ولكن بروكس كيال تقول بأن المحذور هو أن المركب المستخدم في هاتين التجربتين السريريتين هو عبارة عن حبة دوائية تحتوي على ماريجوانا مُكررة ومُصفّاة بدرجة طبية، وهي مختلفة جداً عن الماريجوانا الطبية”.
وبحسب الدكتورة إيليزابيث ثيلي، إحدى الباحثات اللواتي اشتركن في إعداد الدراسة، فإن هذا النوع من الماريجوانا بمفرده لا يمنح متعاطيه الشعور بالنشوة التي يحصل عليها متعاطوا الماريجوانا التقليدية. وإن آلية عمل الدواء لا تزال مجهولة.
والصرع هو مرض عصبي ناجم عن اضطراب في النشاط الكهربائي داخل الدماغ مما يُحرض حدوث نوبات صرعية عند المريض. وتُشير الإحصائيات إلى وجود حوالي 2 مليون أمريكي مُصاب بالصرع. وتُشكل متلازمة لينوكس-غاستو حوالي 2-5 في المائة من إجمالي حالات الصرع، وتتميز هذه الحالة بقصور ذهني بالإضافة إلى النوبات العصبية. أما متلازمة درافيت فهي متلازمة وراثية نادرة تبدأ في أشر الرضاعة الأولى، وتؤدي إلى نوبات صرعية شديدة ومشاكل تطورية. وتعد كلتا الحالتان عصيتان على العلاج، حتى مع استخدام المشاركات الدوائية واتباع حميات خاصة.
وقد أظهرت نتائج الدراسة الأولى التي اشتملت على 120 طفلاً مصاباً بمتلازمة درافيت، تحسن أعراض الأطفال المعالجين بالدواء الجديد بنسبة 39 في المائة بعد 14 أسبوعاً من البدء بتناول العلاج. أما نتائج التجربة الثانية التي اشتملت على 171 طفلاً مُصاباً بمتلازمة لينوكس-غاستو فقد تحسنت الأعراض بنسبة 44 في المائة بعد 14 أسبوعاً من البدء بتناول العلاج.
تقول بروكس كيال: “أعتقد بأن الدواء الجديد قد يكون فعالاً على الأقل بالنسبة لبعض المرضى”.
جرى عرض نتائج الدراستين في أثناء انعقاد الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للصرع، ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والملتقيات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.