توصلت دراسة حديثة إلى أن تدني عدد ساعات النوم يؤدي إلى اختلال توازن البكتريا المعوية، وهو ما قد يلعب دوراً في الإصابة بحالات مرضية مُحددة، مثل البدانة والسكري من النمط الثاني.
اشترك في الدراسة تسعة رجال يتمتعون بأوزان طبيعية، طلب الباحثون منهم تقليص عدد ساعات نومهم بُغية فحص تأثير ذلك على تنوع البكتريا الطبيعية الموجودة في أمعائهم.
نام الرجال في الليليتين الأوليتين لمدة أربع ساعات ليلاً. وعلى الرغم من أن الدراسة أظهرت بأن ذلك لم يؤثر في تنوع الزمر البكتيرية الموجودة، إلا أنه أثر في أعدادها وتوازنها فيما بينها.
يقول المُعد الرئيسي للدراسة الدكتور جوناثان سيدرنيس، الأستاذ بجامعة أوبسالا بالسويد: “تتوازى هذه النتائج مع تلك التي خلُصت إليها دراسات أخرى عند مقارنة الأشخاص البدينين بالأشخاص الذين يتمتعون بأوزان طبيعية”.
كما وجدت الدراسة بأن قلة ساعات النوم أدى إلى تدني الحساسية تجاه هرمون الإنسولين المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم.
يقول المُعد المساعد للدراسة كريستيان بينيديكت، الأستاذ المساعد بقسم العلوم العصبية بجامعة أوبسالا: “من الوارد عدم وجود صلة مباشرة بين الانخفاض في حساسية الإنسولين والتبدلات في نوعية البكتريا التالية لتدني عدد ساعات النوم، ما يعني بأن هذه التبدلات لا تعكس بالضرورة وجود آلية مركزية يمكن من خلالها لتدني عدد ساعات النوم (سواءً لليلة واحدة أو عدة ليالي) أن يؤثر في الحساسية تجاه الإنسولين لدى البشر”.
وبحسب مُعدي الدراسة فإن الحاجة قائمة لإجراء المزيد من الدراسات لتقييم الحساسية تجاه قلة النوم وكيف تؤثر في وظائف الدماغ المختلفة والصحة الاستقلابية.
يقول سيدرنيس: “إننا بحاجة لإجراء مزيد من الدراسات السريرية الأطول زمناً والأضخم لمعرفة كيف يمكن للتبدلات النوعية في البكتريا المعوية المرتبطة بقلة النوم أن تؤثر في الصحة العامة للجسم”.