تشير تقديرات مركز السيطرة على الأمراض إلى وجود 2.5 مليون حالة وفاة أو زيارة لغرفة الطوارئ، بسبب الإصابة الرضيّة للدماغ في الولايات المتحدة خلال عام 2010 فقط. ويمكن لهذا النوع من الإصابات أن يسبب أضراراً بالغة لرؤية المريض، وقد يؤدي إلى العمى.
وعلى الرغم من ذلك، فقد اكتشف الباحثون أنه يمكن استعادة البصر عند الأشخاص الذين يعانون من إصابات الدماغ الرضيّة، بل إنهم تمكنوا من استعادة الرؤية المثالية عند المرضى المصابين بالعمى قبل إصابتهم بالرضّ.
وقد نشرت مجلة طب العيون إحدى الدراسات الصغيرة التي أجراها باحثون من كلية الطب في جامعة واشنطن في سانت لويس، ومعهد كريسج للعيون في جامعة واين ستيت في ديترويت، ومعهد إل في براساد للعيون في الهند. واشتمل البحث على 20 مريضاً خضعوا لعملية جراحية لعلاج متلازمة تيرسون، وهي نمط خاص من النزيف وتنجم في معظمها عن الإصابات الرضيّة كاصطدام المركبات. وكان بعض المرضى قد عانوا من هذا النزيف في كلتا العينين، مما سمح بدراسة 28 عيناً.
وتُعرف العملية المستخدمة لاستعادة البصر عند هؤلاء المرضى باستئصال الزجاجية. حيث يتم خلال الجراحة إزالة الأنسجة الشبيهة بالهلام الموجودة خلف عدسة العين واستبدالها بمحلول ملحي. وتم تقسيم المرضى إلى مجموعتين، الأولى تشمل الذين خضعوا للجراحة خلال ثلاثة أشهر من النزيف، والأخرى تضم أولئك الذين أجريت لهم الجراحة بعد مرور ثلاثة أشهر.
من العمى إلى الرؤية الطبيعية
تحسنت رؤية المرضى بعد الجراحة بشهر واحد فقط إلى متوسط قدره 20/40 بعد أن كان المتوسط يبلغ 20/1290. وأصبح لدى جميع المرضى تقريباً خلال بضعة أشهر رؤية طبيعية تبلغ 20/20 (أي حدّة البصر الطبيعية).
كما لاحظ الباحثون أن طول الفترة الزمنية بين الإصابة والجراحة لم يؤثر على مدى تحسن البصر عند المريض. ويعدّ هذا التطور مهماً لأنه في كثير من الأحيان يكون هناك عوامل أخرى مرتبطة بشكل وثيق مع الموت الوشيك للمريض، والتي يجب أن تستقر قبل إجراء أي عملية جراحية لاستعادة البصر.
وكما يقول الدكتور بول أنتون سيبيس الحائز على شهادة الدكتوراه راجندرا إس ابتي -وهو الأستاذ البارز في طب العيون والعلوم البصرية في كلية الطب بجامعة واشنطن والذي يعدّ بمثابة جرّاح العيون الرائد – في بيان له: “كان من المهم أن نعرف ما هي المدة التي يمكن أن ننتظرها لإجراء العملية دون حدوث تأثير سلبي على الرؤية”. ويمكن لذلك أن يكون له تأثير كبير على تلك المعطيات المذهلة، مما يمنح الأمل لملايين الأشخاص كل عام.