توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول جرعات ضئيلة من الأسبرين يومياً قد يُقلل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس.
يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور هارفي ريش، أستاذ وبائيات الصحة بكلية الصحة العامة ومركز يل للسرطان بجامعة نيوهيفن الأمريكية: “لقد وجدنا بأن الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين بشكل يومي بهدف الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية أو سرطان القولون والمستقيم يتحقق لديهم أثر إيجابي آخر، وهو تقليل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس”.
يُذكر بأن الدراسة لم تُثبت علاقة سبب ونتيجة بين تناول الأسبرين وتدني خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، وإنما هو مجرد ارتباط يحتاج إلى المزيد من الدراسات لتفسيره.
وبحسب الجمعية الأمريكية للسرطان، فإن حوالي 53 ألف حالة بسرطان البنكرياس تُشخص في الولايات المتحدة كل عام، وأن حوالي 42 ألف شخصاً يموتون سنوياً بسبب هذا المرض. وينظر العلماء إلى سرطان البنكرياس على أنه “قاتل صامت” نظراً لأن أعراضه لا تظهر قبل أن يستفحل المرض ويصل إلى مرحلة متقدمة.
اشتملت الدراسة الحديثة على 761 مريضاً مُصاباً بسرطان البنكرياس في مدينة شنجهاي الصينية في الفترة بين عامي 2011 و 2016، وقارنت بياناتهم مع 794 شخصاً غير مصابين بالمرض.
جرى سؤال جميع المشاركين ما إذا كانوا يتناولون الأسبرين بجرعات ضئيلة منتظمة، وكان معظم من أجابوا بنعم يتناولونه بشكل يومي.
وتشير بيانات الدراسة إلى أن 18 في المائة من المشاركين غير المصابين بسرطان البنكرياس يتناولون الأسبرين بصورة منتظمة، في حين بلغت النسبة 11 في المائة عند المشاركين المصابين بسرطان البنكرياس.
وبعد أخذ العوامل المختلفة بعين الاعتبار، وجد الباحثون بأن تناول الأسبرين قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 46 في المائة.
ويقول الباحثون بأن نتائج دراستهم تتفق مع نتائج دراسات سابقة أجريت في هذا المجال. فقد قام الباحثون بمراجعة 18 دراسة سابقة تحرت العلاقة بين تناول الأسبرين وتراجع خطر الإصابة بسرطان البنكرياس لمدة عقدين من الزمن، ووجدوا بأن زيادة معدل استخدام الأسبرين يرتبط بتراجع خطر الإصابة بسرطان البنكرياس.
يقول ريش: “تُشير الإحصائيات الأمريكية إلى أن معدلات الإصابة بسرطان البنكرياس منخفضة نسبياً، وإن استخدام الأسبرين بشكل يومي قد يزيد من خطر المضاعفات لدى بعض المرضى، وبالتالي ينبغي استشارة الطبيب قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة”.
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، يقول الدكتور توني فيليب، اختصاصي علم الأورام بمعهد نورثويل للسرطان بمدينة نيويورك: “على الرغم من أهمية هذه الدراسة، إلا أنه ينبغي التروّي في تفسير نتائجها. فقد أجريت هذه الدراسة في الصين، وقد تلعب العوامل الجينية دوراً مختلفاً لديهم عما هو الحال لدى الناس في مناطق جغرافية أخرى من العالم. فضلاً عن أن الباحثين لا يمكنهم معرفة ماذا كان المشاركون يتناولون من أعشاب أو علاجات طبيعية منتشرة بكثرة في الصين”.
ويختم فيليب بالقول بأنه لن يقوم بتوجيه النصح لمرضاه بتناول الأسبرين يومياً بناءً على نتائج هذه الدراسة، ولكنها تبقى خطوة مهمة يجب أن تتبعها خطوات أخرى لتأكيد نتائجها