الأستاذ بارت دي ستروبر – وهو عالم الأعصاب البلجيكي الذي تم تعيينه مؤخراً مديراً لمعهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة (DRI) – متفائلٌ بأن الخرف سيصبح بحلول عام 2025 أحد الحالات المرضية التي يمكن علاجها. حيث قال بعد إعلان تنصيبه مديراً للمعهد: ” لن يتم الاحتفال في عام 2025 بأنه قد تم الشفاء من الخرف، إلا أنني آمل بحلول ذلك الوقت، أن يكون هناك مجموعات من المرضى يتم علاجهم بنفس الطريقة التي يعالج بها فيروس ومرض الإيدز في الوقت الحالي”.
وبصفته رئيساً لمعهد أبحاث الخرف، فإن دي ستروبر سيقوم بإنشاء فريق متعدّد التخصّصات من الأطباء والبيولوجيين والمهندسين والمتخصّصين بالبيانات لتوسيع الدراسة إلى خارج نطاق “فرضية الأميلويد” الموجودة منذ فترة طويلة، والتي تستند عليها معظم أبحاث الزهايمر. ويعتقد بأن هذه الفرضية قديمة وتفرط في تبسيط الخرف. وفي حال كان محقاً، فإن هذا النهج البحثي الجديد – الذي يرتكز على افتراض أن الخرف في الواقع هو عبارة عن حالة مرضية معقّدة متعدّدة العوامل – قد يمهّد الطريق لعلاجات يمكنها تدبير الخرف وغيره من الأمراض العصبية التنكّسية بشكل أفضل.
يشبّه دي ستروبر هذا التقدّم الواعد في أبحاث الخرف، بذلك المرتبط بفيروس ومرض الإيدز أو السرطان. حيث كانت هذه الأمراض في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين مرادفة للحكم بالإعدام، أي مستعصية ومنهكة. أما اليوم، فإن كلاً من هذين المرضين يمكن تدبيره وعلاجه إذا اكتشف مبكراً.
ويقول دي ستروبر: “إنني عالم، ولذلك فأنا لا أنظر في كرات الكريستال للتكهّن، بل إنني أنفق الكثير من المال لأقول إنه في الجيل القادم، سيكون هناك رؤية مختلفة تماماً لاضطرابات الخرف”.
ولأن الدماغ هو العضو الأكثر مرونة في الجسم، فإن العلاج المناسب قد يسمح للمرضى باستعادة الوظائف الدماغية المفقودة. وفي حال تحسين فهمنا بما يكفي حول هجوم الخرف على الدماغ، فمن المحتمل أن يعثر العلماء على طرق لتحقيق الاستقرار في اضطرابات الخرف بشكل مبكر، أو حتى التدخّل قبل ظهور الأعراض.
ويختم دي ستروبر بقوله: “إذا تمكنا من التدخّل قبل حدوث التلف الكبير في الدماغ بعشر سنوات، فإن ذلك سيكون أمراً رائعاً للغاية”.
[youtube height=”480″ width=”853″ align=”none”]https://www.youtube.com/watch?v=wae4bLhNUOE[/youtube]