توصلت دراسة حديثة إلى أن العنف قد يكون سلوكاً قابلاً للانتشار مثل العدوى بين المراهقين.
قام الباحثون بتحليل بيانات جرى جمعها في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، واشتملت على أكثر من 5900 طالباً في المرحلتين الإعدادية والثانوية موزعين على 142 مدرسة في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد وجدوا بأن احتمالات انخراط المراهق في السلوكيات العنيفة تزداد بصورة كبيرة إذا كان أحد أصدقائه يمارس مثل هذه السلوكيات.
يقول الباحثون: “يزداد احتمال إقدام المراهق على المشاركة في عراك خطير بنسبة 48 في المائة، ويزداد احتمال أن يُشهر سلاحاً بوجه زميله بنسبة 148 في المائة، ويزداد احتمال أن يؤذي أحداً بشكل خطير بنسبة 183 في المائة، وذلك في حال إقدام صديقه على القيام بأي من تلك السلوكيات الخطيرة”.
كما وجد الباحثون بأن عدوى العنف لا تقتصر على الأصدقاء فيما بينهم وحسب، فقد تنتقل من شخص إلى صديقه ثم إلى صديق الصديق وهكذا.
يقول المعد الرئيسي للدراسة روبيرت بوند، الأستاذ المساعد في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة أوهايو الأمريكية: “تُظهر هذه الدراسة كم يمكن للعنف أن يكون سلوكاً مُعدياً. إذ يمكن أن يتردد صداه وتتناثر شظاياه في كامل المجتمع”.
وقد كانت دراسات سابقة أظهرت بأن سمات وسلوكيات معينة، مثل السعادة والبدانة والتدخين، قد تنتشر بين شبكات الأصدقاء تماماً كما العدوى.
يقول المعد المساعد للدراسة براد بوشمان، الأستاذ المساعد بقسم العلوم الاجتماعية بجامعة أوهايو: “إننا نمتلك الآن دليلاً يُوضح دور العلاقات الاجتماعية في نشر سلوك العنف، تماماً كما هو الحال مع أنماط سلوكية أخرى”.
وبحسب الباحثين، فإن هذه النتائج تُسلط الضوء على أهمية برامج مكافحة العنف الاجتماعي.
يقول بوند: “إذا تمكنّا من كبح جماح العنف عند شخص واحد، فقد يؤثر ذلك في كامل شبكته الاجتماعية، وبالتالي نكبح جماح العنف عند جميع الأشخاص الذين يرتبطون بصلة وثيقة به”.