علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: التمارين الرياضية تُشكل دواءً حقيقياً لداء باركنسون

توصلت دراسة حديثة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية، مهما كان نوعها، يُشكل دواءً جيداً للمريض بداء باركنسون.

وعلى الرغم من أن ممارسة التمارين الرياضية قد تبدو مستحيلة لمرضى داء باركنسون، إلا أن الدراسة الحديثة قد أكدت ما يعتقده الكثير من الأطباء والاختصاصيين وهو أن التمارين الرياضية تمتلك تأثيراً إيجابياً بعيد المدى، حيث تُحسن من مشية المريض وتُقلل من خطر سقوطه أرضاً.

يقول الدكتور مايكل أوكن، المدير الطبي لمؤسسة باركنسون، ورئيس قسم الأمراض العصبية بجامعة فلوريدا الأمريكية: “لا أذكر بأنني قابلت مريض باركنسون قط دون أن أنصحه بممارسة التمارين الرياضية”.

تؤدي الإصابة بداء باركنسون إلى إنتاج كميات أقل من الدوبامين، وهو ما يؤدي إلى ضعف السيطرة على حركات الجسم. وتتضمن أعراض المرض اهتزاز الأطراف، وبطء الحركة، والصلابة. وتتفاوت شدة هذه الأعراض من مريض لآخر.

قام الباحثون بمراجعة نتائج أكثر من 100 دراسة أجريت على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، وتناولت جميعها آثار ممارسة الرياضة على مرضى باركنسون. وقد أظهرت جميع الدراسات بأن النشاط الجسدي يترك آثاراً إيجابية على مرضى باركنسون، وخاصةً في ما يخص قوة العضلات، والحركية، والمرونة، والتوزان.

يقول أوكن: “عندما بدأت بممارسة مهنة الطب، كنت دائماً أقول بأن ممارسة الرياضة هي دواء لمرض باركنسون، والآن نحن نملك الدليل العلمي على ذلك”.

وبحسب مؤسسة داء باركنسون، فإن الأدوية وممارسة الرياضة يُشكلان علاجاً للمرض.

تشير الإحصائيات إلى أن حوالي مليون أمريكي مصاب بالمرض، وأن حوالي 50 إلى 60 ألف حالة جديدة تُشخص سنوياً.

تقول المعدة الرئيسية للدراسة مارتين لويز، خبيرة في علوم حركات الجسم، والباحثة بجامعة كيبيك الكندية: “يخشى الكثير من مرضى باركنسون من ممارسة الرياضة، ويجهلون ما الذي ينبغي عليهم القيام به بالضبط”.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أندرو فيجين، اختصاصي العلوم العصبية بمعهد كاشينغ بنيويورك: “تُعد التمارين الرياضية المائية طريقة جيدةً لممارسة الرياضة دون الخشية من السقوط. كما يمكن استخدام جهاز المشي الكهربائي داخل المنزل في حال تعذرت ممارسة الرياضة خارج المنزل”.

كما تقترح لويز على المرضى التدرج في ممارسة التمارين الرياضية، فيمكنهم البدء بالمشي حول المنزل، ثم الانتقال إلى المشي في الأحياء المجاورة. كما تقول بأنه لا يمكن التذرع بفوات الأوان لممارسة التمارين الرياضية، حتى وإن فقد المريض القدرة على المشي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى