يموت سنوياً أكثر من 100 ألف شخص حول العالم نتيجة للدغ الأفاعي السامة. بالإضافة إلى ذلك، يصاب ما يقارب من 4.5 ملايين شخص بلدغات هذه الكائنات، حيث يعاني نحو 3 ملايين منهم من إصابات خطيرة، مثل بتر الأطراف. ولأن هناك مجموعة متنوعة من المواد السامة في سمّ أي نوع من الأفاعي السامة، فلا بد من إعطاء المضاد السمّي الملائم في الوقت المناسب للشخص المصاب. ويُعدّ هذا الأمر صعباً للغاية في أجزاء كثيرة من العالم لأسباب مختلفة، بما في ذلك الموقع البعيد لمعظم الحوادث، وعدم وجود التبريد اللازم، والتكلفة الهائلة لإنتاج المضاد السمّي التقليدي.
وبشكل سابق لهذا العمل، قام فريق من الكيميائيين من جامعة كاليفورنيا في ايرفين بتصميم جسيمات نانوية ترتبط مع المادة السامة الموجودة في سمّ النحل لإزالتها من دماء ضحايا اللدغات. واستخدم الباحثون ذلك الاكتشاف كنقطة انطلاق لعلاج سمّ الأفعى، وبدلاً من الارتباط بمادة سامة واحدة، فقد أراد الباحثون تصميم جسيمات نانوية يمكنها أن تساعد على إزالة العديد من المواد السامة الموجودة في إحدى لدغات الأفعى، أو حتى للقضاء على السّمّ الناجم عن أنواع متعددة.
ويستهدف هذا البحث مجموعة معينة من المواد السامة تسمى البروتينات PLA2. وفي محاولة للقضاء على أوسع شبكة ممكنة من هذه البروتينات، فقد قام الباحثون بإعداد مجموعة متنوعة من الجسيمات ذات الوظائف الكيميائية المختلفة. وتم بعد ذلك ترتيب هذه الجسيمات ضمن تشكيلات مختلفة واحتضانها مع العديد من بروتينات PLA2. وتم استخدام الجسيمات النانوية التي ارتبطت بأفضل شكل مع بروتينات PLA2 كمخططات لجولات لاحقة من الاحتضان. وفي سياق آخر، فقد تمكن الباحثون من تطوير جسيمات نانوية يمكن استخدامها ضد تشكيلة واسعة من البروتينات الضارة. وفي حين أن البروتينات الأخرى ارتبطت أيضاً بالجسيمات، إلا أن المواد السامة غالباً ما كانت تدفعها بعيداً وترتبط بقوة أكبر، ويمكن الاطلاع على البحث كاملاً في مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية.
ولا يزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الاختبارات حول مدى أداء هذه الجسيمات النانوية. حيث إن الباحثين يخططون لبدء التجارب على الحيوانات بحلول الشهر المقبل. وفي حال أثبت هذا البحث قابليته للتطبيق، فقد يتمكّن من تغيير الواقع في العديد من المناطق ذات الخطر المرتفع للدغات الأفاعي. ومن الجدير بالذكر بأن تركيب هذه الطريقة لا يعدّ أرخص من المضاد السّمّي التقليدي فحسب، ولكنه يستغني أيضاً عن الحاجة للتبريد، مما يجعله نعمةً لا تقدر بثمن بالنسبة للمناطق الأكثر عرضة للخطر في العالم.