أعلن باحثون من معهد وايزمان للعلوم وشركة ستيبا بيوتك عن نجاح الطريقة الفريدة التي قاموا بتطويرها لمكافحة سرطان البروستات، وقد أظهر هذا العلاج – الذي دعاه فريق الخبراء بأنه “تحويلي” – نتائج واعدة.
ويُذكر بأن هذا الإجراء – الذي يُسمّى بالعلاج الضوئي الحركي المُستهدِف للأوعية الدموية (VPT) وهو قيد التطوير منذ عام 2011 – يتم تنفيذه ضمن عملية من خطوتين. حيث يتم إعطاء المرضى أولاً دواء WST11، وهو مركب مُستخرج من بعض بكتيريا الأعماق، أو البكتيريا التي تسكن في قاع البحر. وتعدّ هذه البكتيريا خاصة بالتحديد لأنها حساسة جداً للضوء.
بعد ذلك يتم إدخال الألياف البصرية من خلال منطقة تسمى العجان – والتي توجد بين الخصيتين والشرج – وبشكل مباشر نحو غدة البروستات. ثم يقوم العلماء بتشغيل ليزر أحمر مُحرَّض بواسطة الألياف البصرية. وتعتمد هذه العملية على الحساسية الضوئية لدواء WST11 وتقوم بتنشيطه، وعندها يتم تحرير الجذور الحرة داخل المنطقة، لتقوم بمهاجمة وتدمير الأورام. وعلى عكس العلاجات التقليدية التي قد تؤثر على منطقة كاملة من خلايا الجسم، فإن هذا العلاج موضعي. حيث إن الخلايا المجاورة لا تصاب بأي أذى تقريباً
وقد أظهرت تجارب هذا العلاج لسرطان البروستات نتائج واعدة. ويفيد موقع إنجادجت بأنه من أصل 415 مشاركاً من الرجال، فقد تخلص ما يقارب من النصف من هذا المرض الخبيث مع نهاية العلاج، ويعدّ ذلك تحسناً كبيراً بالمقارنة مع الإجراءات التقليدية، والتي يبلغ متوسط معدل نجاحها حوالي 14 في المئة. واحتاج ستة في المئة فقط من أولئك الذين دخلوا مرحلة الهجوع إلى استئصال غدة البروستات المصابة، وهو ما يعدّ مرة أخرى فارقاً كبيراً عن نسبة 30 في المئة مع الإجراءات التقليدية.
وعلى الرغم من أن هذا الخبر مثير حقاً، إلا أن خبراء الدراسة يقولون بأن هذا العلاج كان أكثر فعالية في الحالات ذات الخطورة المنخفضة إلى المتوسطة، أما في حال التعامل مع الحالات ذات الخطورة العالية، فلا تزال هناك حاجة إلى تحسين بعض التقنيات.
ومع ذلك، يبدو كبير الباحثين مارك امبرتون من مستشفى جامعة كوليدج لندن واثقاً من هذه الطريقة. حيث يقول: “حقاً إن ذلك هو قفزة هائلة نحو الأمام في علاج سرطان البروستات، والذي ما زلنا نعالجه عادةً عن طريق استئصال غدة البروستات أو تعريضها للإشعاع بأكملها، وبالتالي فإن نجاح هذا العلاج الجديد المُحافِظ على الأنسجة هو من الأخبار المرحَّب بها بالفعل”.