علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: دواء جديد يُظهر نتائج واعدة في علاج فشل القلب

يعاني مرضى الفشل القلبي من ضعفٍ في قلوبهم، إلا أن باحثين أفادوا بأن دواءً جديداً لا يزال في طور التجربة قد يصبح العلاج الأول من نوعه الذي يستطيع ترميم خلايا القلب البشري وإصلاحها وتحسين وظيفة القلب.

ففي تجربة سريرية أولى، وجد الباحثون بأن التسريب الوريدي لدواء سيماجليرمين cimaglermin كان آمناً، ولو بجرعات عالية، واستطاع تحسين وظيفة القلب لثلاثة أشهر على الأقل.

يقول الدكتور دانيال لينهان، أستاذ الطب ومدير مركز أبحاث القلب السريرية بجامعة فاندربيلت الأمريكية: “تتوفر حالياً العديد من العلاجات المستخدمة في سياق الإصابة بالفشل القلبي، ولكن مع ذلك فإن المرضى المعالجين بها يشكون من مشاكل واضحة في وظائف القلب”.

ويُضيف لينهان: “عادةً ما يتناول مرضى الفشل القلبي مشاركات دوائية، تتضمن أدوية لخفض ضغط الدم وأدوية لإدرار البول، كما قد يلجأ بعض المرضى إلى زراعة ناظمات قلبية defibrillators. ولكن مع ذلك، فإن معدلات الوفيات تبقى مرتفعة بشكل كبير بين مرضى الفشل القلبي”.

والفشل القلبي heart failure هو حالة يعجز فيها القلب عن ضخ كميات كافية من الدم إلى أنحاء الجسم، ويُعد أحد أسباب الوفاة الرئيسية حول العالم. كما أن هنالك عدداً معتبراً من مرضى الفشل القلبي الذين لا يستجيبون بصورة جيدة للعلاجات المتوفرة حالياً،

وخاصةً المرضى الذين يعانون من ضعف في البطين القلبي الأيسر، المسؤول عن ضخ الدم إلى الشرايين.

وبحسب الباحثين، فإن دواء سيماجليرمين يؤدي دور عامل نمو للقلب، فيساعده على إصلاح الخلل بعد تعرضه للإصابة، حيث يرتبط الدواء مع مستقبلات HER2 و HER4 على سطح الخلايا القلبية والتي تعد مسؤولة عن إصلاح الخلل فيها.

يقول لينهان: “كان باحثون آخرون قد حاولوا استخدام الخلايا الجذعية في إصلاح عضلة القلب بطريقة مماثلة، إلا أن جهودهم لم تثمر حتى الآن”.

وقد جرى تصميم المرحلة الأولى من الدراسة لمعرفة ما إذا كان الدواء آمناً أم لا، وليس لفحص فعاليته. وينبغي إجراء تجارب سريرية أخرى على الدواء قبل أن تُقر هيئة الغذاء والدواء الأمريكية استخدامه، وهو ما قد يستغرق بضعة سنوات من الآن. وبناءً على نتائج المرحلة السريرية الأولى المشجعة، فقد باشر الباحثون بالتخطيط لإجراء المراحل السريرية التالية.

اشترك في هذه المرحلة الأولى من التجارب السريرية 40 مريضاً بالفشل القلبي، جرى إعطاؤهم دواء سيماجليرمين أو دواءً وهمياً بطريق التسريب الوريدي.

وجد الباحثون بأن دواء سيماجليرمين قد نجح في تحسين وتعزيز وظائف القلب في ضخ الدم، وأن هذا التحسن استمر لتسعين يوماً، وكان التحسن أعظمياً في اليوم الثامن والعشرين من البدء بالعلاج.

وبحسب الباحثين، فإن التأثير الجانبي الأكثر أهمية كان الصداع والغثيان بعد حقن الدواء مباشرةً. وقد لاحظ الباحثون أيضاً اضطراب الوظيفة الكبدية للمريض الذي تلقى الجرعة الأكبر من الدواء، ولكنها عادت إلى طبيعتها بعد أسبوعين من أخذه.

جرى نشر الدراسة في السادس والعشرين من شهر ديسمبر الحالي في مجلة JACC: Basic to Translational Science، وقد جرى تمويلها من قبل شركة أكوردا ثيرابيوتكس، الجهة المُصنعة للدواء الجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى